كتب إلي أحد الإخوة الطيارين يشتكي من أصوات تحليق الطائرات فوق شمال العاصمة. الأحياء القريبة من القاعدة الجوية بالرياض يعيش سكانها على وقع أصوات أزيز الطائرات. ازدادت هذه الأيام في تحليق منخفض، بضجيج يصم الآذان، وكأنه «تفحيط جوي»، يفزع الكبار والصغار، وأصبح يحدث بصورة شبه يومية. لم أعرف من رسالة الكابتن طيار محمد العتيبي هل هو طيار مدني أم حربي، لكن توقفت أمام شكوى طيار من أزيز الطائرات! فماذا نقول نحن ممن لا نتعايش كثيراً مع الطائرات بأنواعها؟
الكابتن ذكّر بالأنظمة التي تحد من الضجيج «خفض مستوى الضجيج فوق الأحياء المأهولة»، وطبعاً مثل هذه الأنظمة موجودة في الدول المتقدمة، تلك التي تقدر قيمة الإنسان.
والملاحظ مع هذا الإزعاج المفزع أن لا أحد اهتم بإخبار الناس «إيش الهرجه!»، مع توقعي أنها تدريبات ربما لحفلة تخرج وشيك، إنما من حقنا أن ننعم بالهدوء والسكينة، ولا يصاب الناس وفيهم أطفال ومرضى بالفزع كل صباح.
وعندي لكم حل! إذا كانت هناك حاجة للتدريب فيمكن للإخوة الطيارين – ومن يصدر الأوامر لهم- الطيران والتحليق فوق الأراضي الشاسعة «المشبكة»، فلا يوجد بشر هناك، أقلها نتخلص من خرق طبلة الأذن ويستفيد «الوطن» من تلك الأراضي المحتجزة. فيا من يطير، ويا من يصدر الأوامر، نحن هنا على الأرض ولنا حقوق، خفف التحليق، فالميدان متشابك بأعصاب البشر.
وفي شأن له صلة قصوى بالطيران، لاحظت كثرة التفاعل مع مقالة «صيانة الطائرات… ماذا عن الموظفين؟» الذي نشر قبل أيام، بكثافة غير عادية، والتعليق من فنيي صيانة الطائرات في الخطوط السعودية أو في شركة الصيانة التابعة لها وغيرهم، والذي فتح هذا الملف هو إيقاف رخصة الصيانة في أوروبا، من «بركات» الخارج أنه يفتح ملفات في الداخل!
إذا كانت هناك رغبة في الإصلاح والمحافظة على رأس المال البشري، وإذا كان هذا مهماً لدى الإخوة في مجلس إدارة الخطوط السعودية، فعليهم قراءة التعليقات، لأن فيها الكثير من الملاحظات والشكاوى، أما صمّ الآذان عنها، وحصر مشكلة الصيانة وإيقاف الرخصة بنقص «هناجر»، مع الإعلان عن تشييد المزيد منها، فهو هروب للأمام… بمزيد من المشاريع!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
منذ الازل وكلية الملك فيصل الجوية وخاصة فريق الصقور الخضر يعمل استعراضات جوية للاحتفال بتخريج دفعات من صقور الجو ( ومن يسيطر على الجو يتحكم في الارض).
الصقور فخر كل سعودي مخلص.
الله يهديك اخوي سلطان الظاهر حنا في وادي وانت في وادي نتحدث عن حق من ابسط حقوق الانسان الراحة والأمن من الفزع الذي روّع أطفالنا، هؤلاء الناس نحن جميعاً انت وانا ومن يسكن هذه الارض، ………… بارك الله فيك.
كابتن/ محمد بن عبدالعزيز العتيبي
الخطوط السعودية
يا أستاذ عبدالعزيز لن يلتفتو لكل التعليقات التي قام بها زملائي فنيي الصيانة، فلدينا منتدى خاص بموظفي الخطوط السعودية ونكتب فيه كل مشاكلنا وهمومنا ولكن لا حياة لمن تنادي، تحدثنا كثيرا بالكلمات والصور عن الأوضاع المزرية التي نعيشها في هذه البؤرة الموبوءة التي تدعى ” الهنجر”، ولكن بدلا من تعديل اوضاع مكان العمل الخاص بالفنيين، نجد المدراء صغيرهم وكبيرهم يصرف جزء لا يستهان به من ميزانية مركز التكلفة على مكتب جديد يتفاخر به على زملائه المدراء ويرمي علينا مكتبه وكراسيه المستعملة، كيف للصاينة أن تتحسن وفيها إداريين أكثر من الفنيين؟ 2200 فني من 5200 موظف!! أي هناك 3000 إداري يشكلون عبء ووزن ثقيل نحملهم على أكتافنا نحن الفنيين، وهذا في مجال تقني بحت. يا أستاذ عبد العزيز كتبت ونحن شاكرون وممتنون لك كل الإمتنان لأنك الكاتب الوحيد الذي التفت إلى ما نعانيه برغم أننا راسلنا الكثير من الكتاب الكبار أمثالك ولكن تنقصهم الشجاعة في مواجهة الناقل الوطني، هل تعلم أن أغلب الفنيين الذين يعملون بنظام المناوبات لم يحصلو على إجازة اليوم الوطني؟ وهل تعلم أن هذه الفترة فيها تضييق الخناق علينا والتهديد بالفصل مستمر؟ والسبب أن الإدارة ترى فينا العبء عليهم. نعمل بجد وإجتهاد ليس حبا في الإدارة ولا رغبة في إستمرارها ولكن تقديرا لمسؤوليتنا عن الطائرة وكل ما فيها، وكل المشاكل التي تسمعون عنها ما هي إلا نتيجة الصراع بين المدراء الكثر، ومنذ بدء تطبيق خطوات الخصخصة لم نشهد إلا زيادة في عدد المدراء وتضخيم الهرم الإداري على حساب الخصخصة، فالخصخصة كعكة وجب إقتسامها قبل أن تطير الطيور بأرزاقها.
استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
قرأت انه في احدى الدول .. الطيران يمنع وقت رفع الاذان للصلاة..
حفاظا على مشاعر وروحانية المصلين .. احنا اولى .. والسلام عليكم