ابحثوا لكم عن «غريفة»!

أسمع وأقرأ منذ زمن طويل عن دعم المؤسسات والشركات الصغيرة والمتوسطة، ندوات، مؤتمرات، ورش عمل ورش «حكي»، تصريحات، لكن من دون نتيجة تذكر، نتيجة حاضرة متاحة لمن يتطلع للنهوض، وإذا استمر أصحاب هذه المؤسسات والشركات في انتظار الدعم والتأييد من الغرف التجارية، فهم إلى الاضمحلال أقرب. تعرضت هذه المنشآت إلى أكثر من ضربة، واحدة منها كافية للقضاء المبرم عليها، إضافة إلى صعوبة الحصول على أعمال. جاءت الهيئة العامة للاستثمار بـ«العيد» في جزء مهم منها، فضّلت الأجنبي على المواطن، وفّرت للأول ما لا يوفر للأخير، بل واستخدمت قميص مكافحة التستر واجهة لذلك، حتى تقنع وتخطف الأبصار لا بد أن تكون العناوين جذابة، كالعالمية والأولوية والتنافسية… إلخ، ويتساءل البعض لماذا تبقى الإدارة الجديدة للهيئة العامة للاستثمار صامتة لا تكشف شيئاً عن مرحلة مضحكة مبكية من عمر الهيئة؟ وأخمن أنها «مدووشة» مما وجدت وما زالت في حال ذهول.
ثم جاءت وزارة العمل في برامجها المختلفة، ومنها نطاقات ورسوم العمالة، وكلها ظاهرها جيد، لكن العلة في الباطن والتطبيق، ويمكن لوزارة العمل الحريصة على «التوطين» وترشيد الاستقدام وعدم استغلال تأشيرات يركز فيها على صغار القوم من دون غيرهم، أن تخبرنا عن عدد التأشيرات الذي حصلت عليه الشركات الفخمة بما سمي «الحق المكتسب»؟ وأين ذهبت هذه التأِشيرات؟ ومن استفاد منها؟
واقع الحال أن المؤسسات والشركات الصغيرة والمتوسطة في حال صعبة، انتظار عون الغرف التجارية موت بطيء، والاقتراح بأن تعمل هذه الشركات والمؤسسات على إنشاء مظلة جديدة لها بعيداً عن الغرف، يمكن لها أن تنشئ «غريفة» صغيرة، اخرجوا من أسر الحيتان، ليس سراً أن أكثر المتذمرين من نشاط الغرف هم صغار منتسبيها، فهي لا تعرفهم إلا عند دفع الرسوم والانتخابات وتصديق الأوراق، ويفترض في وزارة التجارة أن تدعم مثل هذا التوجه، لأنه سيوفر مزيداً من الأعمال وفرص التوظيف، ويفتح الباب أمام شباب جدد للانخراط في العمل الحر، كما أنه يسهم في إصلاح وتعديل أحوال الصالح والطامح من هذه المنشآت التي تعاني من أخطاء أو سوء إدارة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

7 تعليقات على ابحثوا لكم عن «غريفة»!

  1. ahmdx كتب:

    اخ عبد العزيز لا يخفى عليك أن الانظمة متضاربة وكل نظام يصادمة نظام اخر , والسؤال الحقيقي هو : لماذا الاقتصاد السعودي لا يجد أدارة واحدة تدير الاقتصاد وتخطط له وتكون في الواجه امام الرأي العام , وزارة العمل وزارة التجارة الامانات الغرف التجارية وهيئة الاستثمار والجوازات كل ذالك غير الدوائر الاشرافية
    ” إذا كثروا الطباخين أحترقت الطبخة “

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    ياسيدي عبدالعزيز .. الانسان لم ايضع في باله مصلحته الشخصية وكم راح يهبر
    من اي موقع يعمل فيه الامور كلها راح تكون بهذه الصورة وهذا ماهوحاصل للاسف الشديد
    واضافة الى انعدام الرقابة ..
    اعطوا لكل واحد رتب زي الاوادم وراقبوه وتابعوه والجهات اللي ذكرتها كلها تنصلح
    اوضاعها والغريفة راح يترصوا على الرف وشكرا

  3. دخلت عش الدبابير
    !
    الغرف تغرف فقط
    تغرف بغير حساب
    وتصرف لكل من له حساب

  4. نخاف تكثر الغريفات في البيت .. المشكله في البيت الله يهيدنا واياكم..

  5. الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
    نحن في فترة الضباب رؤيتنا للاشياء محدودة بعامل الطقس والمجتمع ليتقدم للامام يحتاج الى اكتساب الافضل بالمهارة والصدق في العمل من المجتمع المحلي.
    جميع دول العالم تفخر وتبقي تاريخ الاقليم لاعطاء الروح للمواطنين بالابداع.

  6. ابو محسن كتب:

    وزير التجارة يقوم بقيادة أول سيارة من مصنع اسوزو والعمل الذي قام به مجرد تسجيل الشركة ان كان هناك قرض فهو من اصندوق السعودي الصناعي وليس للتجارة دخل في ذلك

    اتمنى أن نعرف ماهي اعمال وزارة التجارة غير تسجيل الشركات

  7. يبدو ان انتظار تغيير في توجهات الهيئة العامه للاستثمار بعيدة المنال .. فنحن البلد
    الوحيد في العالم الذي يفضل المستثمر الاجنبي على المحلي !!

التعليقات مغلقة.