قرن على التكييف

قرن كامل يمر على اختراع جهاز التكييف، هذا الجهاز الذي ننعم بهوائه البارد اخترع قبل مائة عام، كارير المهندس الميكانيكي يعتبر هو المخترع وهو مؤسس الشركة التي تحمل اسمه والتي مازالت واحدة من أكبر شركات التكييف في العالم، وبلادنا الآن تعتمد اعتماداً كبيراً على التكييف فهو وتحلية المياه كانا عاملين مهمين في تمكين مجتمعنا من التطور ومزيد من البناء، وقبل أكثر من عقد بدأت اتهامات أجهزة التكييف بأنها وراء تآكل طبقة الأوزون، بسبب الغازات الضارة التي تنبعث منها خصوصاً مادة “الكلورفلوركربون” وهذا الأخيرة منع استعمالها في أوروبا والولايات المتحدة منذ ثماني سنوات، ولازالت تستخدم في بقية دول العالم، وعلى الرغم من اعتمادنا المتواصل والمستمر على التكييف إلا أنه ليس لدينا من يبحث في هذا الشأن وآثاره على الإنسان والبيئة، سواء من العوادم وما تنفثه من غازات في سمائنا، أو التلوث الصوتي الذي يحدثه هدير أجهزة التكييف ونتائجه على أعصابنا وصحتنا الجسدية والنفسية، ومن المفارقة أن إهمالنا للبحث في هذا الشأن يواكبه إهمال في البحث في نقيضه وأقصد الطاقة الشمسية التي تعتبر دولة العدو الصهيوني من أكثر الدول تقدماً في هذا المجال، ولا يستغرب هذا الإهمال منا لأنه لا يوجد لدينا اهتمام أصلاً ببحوث الصحراء التي يفترض ان نكون خير من يعرفها، والماء الذي نشكو من ندرته، هذه المقومات الرئيسة في حياتنا لا نعرف عنها إلا النزر القليل مما تتفضل به علينا مجتمعات أخرى توصلت إليه وتجاوزته ثم سمحت ببيعه على أنه تقنية متطورة نفرح باستيرادها بكل سلبياتها، فما هو يا ترى سبب هذا الإهمال وعدم الاهتمام بأمور حساسة وتعتبر استراتيجية قد يؤدي فقدان بعضها أو تضرره وتأثره إلى انتكاسة مروعة في حياتنا وحياة من سيأتي بعدنا، ليس لدي جواب اللهم إلا سهولة الحصول على المنتجات استيراداً، وعدم الاهتمام الحقيقي بالابتكار والابداع ومن يعمل في مجاله، وأقول الاهتمام الحقيقي لأنني أرى اهتماماً إعلامياً فائقاً ولكن من غير نتائج تذكر، إن على الجهات المسؤولة عن هذه المصادر الحيوية مسؤولية كبرى لابد أن تعيها وتعي مدى الخطر من إهمال البحث فيها، البترول مرشح للتراجع في السعر والمخزون والتنافس فيه على أشده وهذا يعني تراجعاً في الدخل، ولو اهتممنا بتطوير قدراتنا فيما نحتاج وما نملك وأوجدنا القدرات البشرية المبدعة في هذه المجالات لأصبحنا في وضع أكثر راحة ومنعة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.