بدلاً من خدمة إخفاء الرقم أقترح على شركة الاتصالات إخفاء الفاتورة، فهي أهم لأن إخفاء الرقم وإظهاره موضة قديمة، فلم يعد الناس يردون على الاتصالات حتى يهتموا برقم من هذا!؟ ان الاقتراح الأخير سيرمم العلاقة المتردية بينها وبين المشتركين والمجتمع ككل، وياحبذا ان تكون خدمة إخفاء الفاتورة لكل المشتركين من دون تمييز ومن غير الاضطرار لتقديم طلب، وبهذا الاقتراح ستصيب الشركة عصافير شجرة سدر كاملة بخدمة واحدة وبأقل جهد، ولن تجد الشركة صعوبة في تسوية الأمر محاسبياً فلديها مكتب محاسبة قدير مشهود له من شركات عالمية كبرى بقدرات خارقة على الإفصاح، ويمكن لها ان تفعل ما فعلته في ميزانيتها الأخيرة حيث اعلنت بعد اسبوع من الافصاح عنها عن أخطاء في الارقام المنشورة تركزت في بنود منها قائمة الدخل والاستثمارات الاخرى، كما أن لديها بنوداً عديدة يمكن الاستفادة منها في تنفيذ اقتراحي، منها على سبيل المثال لا الحصر، التخصيص، إعادة الهيكلة، الديون المعدومة كل بند منها فاتح شدقيه ولا أنسى مكافأة نهاية الخدمة، وبهذا الاقتراح ستكسب الشركة المشتركين على الاقل وتتفرغ لموظفيها فهي الآن لم تُرض الطرفين وصغار موظفيها يعانون منها الأمرّين، ولا يعرفون أين ستمضي بهم الايام، ومعاناة المشتركين معروفة، ولو تذكرنا الحال قبل الشركة لوجدنا الأمور أفضل، فقد كانت الهواتف تباع في السوق السوداء وصارت تباع علانية وكان هناك خدمة أو خدمتان ومتوسط تكاليف الفواتير معقول، ونجد الآن ان ما يسمى خدمات جديدة وباقات ملونة تتوالد مثل الفئران، مما رفع الفواتير إلى ارقام فلكية تشفط من جيوب دخلها لم يتغير بل يستمر في التآكل، والعجيب انهم رغم كثرة الشكوى والحديث عن الشركة إلا انها خارج نطاق الخدمة، وكأن شبكتها لا تغطي ما ينشر عن خدماتها، ولم نعد نعرف من يديرها وما هي استراتيجيتها، إن خدمة إخفاء الفواتير التي اقترحها ستخفف من الأمراض المنتشرة التي ساهم فيها ارتفاع الفواتير سواء كانت أمراضاً جسدية أم نفسية، والشركة قامت ببعض التخفيضات من جبل ضخم ثم توقف واعلنت بمنة تفوق ما تعوده ذوو الدخل المحدود من تجار التقسيط حالياً وأقصد بالتحديد الذين استلموا اللواء من تجار “الجفرة” الشهيرة بعد ردمها.
والتفتت الشركة بدلا من مواصلة التخفيض كما يجب، إلى توليد الخدمات وكأن لا دور اجتماعياً لها، ولو كان القائمون عليها من الاجانب لوجدنا سبباً لانهم أجانب ولصببنا غضبنا عليهم! لكنهم من أبناء البلد ولم نعد نعرف الواقف منهم من القاعد، اما إذا أصرت الشركة على نهجها في التعالي، ومزيد من الشفط فأقترح ان تعيد النظر في شعارها، وأنسب شعار مقترح لها هو “الحلابة” الاتوماتيكية ويمكن لأي مسؤول في الشركة زيارة أي مشروع أبقار ليرى بنفسه ان خراطيم الحلابة بشفاطاتها ومجساتها النهمة تمثل خير تمثيل ماتفعل الشركة بجيوب الناس.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط