هذه فضيحة!؟

المصري أ. م. عبدالكريم قبضت عليه السلطات المصرية لانتحاله صفة طبيب، وفي أي تخصص؟.. جراحة المخ والأعصاب!، والحقيقة انه يحمل شهادة الابتدائية فقط، هذا خبر شبه عادي لكن ما يهمنا أن جراح المخ والأعصاب المزيف يقول إنه عمل في المملكة خمسة عشر عاماً كاملة!؟ وأنه بنص الخبر “مارس عمله كطبيب للمخ والأعصاب هناك” وهناك مقصود بها هنا أي المملكة، وأنا لا أستبعد ذلك بل انه قد يكون حلقة من الحلقات المفقودة وجزءاً من أسباب تدهور حالة أعصابنا وأمخاخنا، ويجب على وزارة الصحة وهيئة التخصصات الطبية إجراء تحقيق عاجل ودقيق في حقيقة هذا الخبر، ونشر النتائج بصدق وشفافية تقديراً لأعصابنا، لأن أحد أكبر مشاكلنا التستر ليس على العمالة وتجار الظل فحسب، بل على الأخطاء بحثاً عن السمعة الحسنة لهذا الجهاز أو ذلك، وإذا ثبت حقيقة ما نسب إلى الفهلوي أ. م. عبدالكريم فهذا يعني أن أعصابنا في خطر أكبر مما نتوقع وأن أسباب تكاثر الجلطات وتشخيصات الأورام الحميدة بأنها خبيثة والعكس، والأخطاء في إجراء العمليات، والوفيات بسبب جرعات التخدير الزائدة التي أصبحت أمراً عادياً، قد وضح واحد من أهم مسبباتها، والطبيب المزيف تم اكتشافه حسب ما نشر في معظم الصحف لأنه يكتب وصفته الطبية باللغة العربية!؟ مسكينة هذه اللغة التي لا يعرف اهلها قدرها، ولا تغضبوا أعزائي القراء فحالنا مثل حال المصريين، حيث كانوا يترددون عليه بمعدل 300مريض شهرياً، يعني أننا كلنا في المخ واحد، والفهلوة لا تحتاج إلى شهادة إنها تحتاج فقط إلى قدرات على الكذب والمراوغة ومع جهاز بيروقراطي يصر على عدم الاعتراف بأي تقصير تصبح شهادة دكتوراه، ولدينا من المزيفين الكثير في مجالات عديدة قدراتهم الوحيدة الكذب ثم مواصلة الكذب وتسخير بعض “اللميعة” الذين يقومون بتلميعهم، وتخريج سقطاتهم، وإذا كانت الجهات الصحية المعنية بالترخيص للأطباء تحترم حياة الإنسان الذي كرمه خالقه وخلقه في أحسن صورة، وتهتم بصحتهم فيجب عليها التحقيق العاجل بهذه الفضيحة المدوية، ولم أقل إذا تحترم أعصابهم وتراعيها لأن هذه المراعاة واضحة كل الوضوح، وكنت قد كتبت قبل أيام عن لا حياة لمن تنادي وأصبحت بعد هذا الخبر أنظر للموضوع وكأن لا مخ أو لا أعصاب لمن ننادي إذا كان جراح إعدادي مثل هذا عمل لدينا خمسة عشر عاماً ونحن نعتقد أن لدينا مخاً وأعصاباً!!، وقد نعتقد أننا ننادي ونحن لا ننادي بل لا يخرج منا أي صوت أو أنه.. “يحفظ!”.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.