أول من حج إلى طهران للمباركة على اتفاق النووي كان رئيس مجلس النواب اللبناني، وصف نبيه بري الاتفاق بأنه «صفقة العصر»، «قنبلة نووية سياسية». أتوقع أن تتواصل وفود الممانعين للمباركة بنهاية الممانعة! هناك عمل إعلامي ممنهج لتصوير الاتفاق النووي على أنه انتصار لنظام المرشد على العالم وعلى العرب، خصوصاً السعودية ودول الخليج، وهو ما يعني في المكنون حاجة ماسة إيرانية داخلية إلى انتصار حتى ولو كان على النفس، النجاح كان في تقديم التنازلات التي يجري تسويقها وتسويغها لكل جبهة الممانعة المتراصة، والأسباب اختناق اقتصادي وصل حده.
تبخرت الخطوط الحمراء التي وضعتها إيران، وأعلنها مراراً مرشدها الأعلى، وتم التراجع عنها، المفاعلات الإيرانية ستتم زيارتها من المفتشين الدوليين يومياً، وستراقب بالكاميرات، تم الكبح تحت رقابة دولية، تجربة كوريا الشمالية يتم استنساخها إيرانياً طبق الأصل، تصوير ذلك على أنه انتصار باهر لا ينطلي على أحد.
للتذكير لم تكن هناك دولة عربية واحدة في المنطقة ترفض استخدام إيران الطاقة النووية للأغراض السلمية، السعودية أعلنت مراراً وتكراراً أن من حق إيران كما غيرها الانتفاع بذلك، إنما بسبب سياسة طهران الانفعالية وتدخلات وتصريحات زعمائها النارية، يحق الحيطة والحذر من الاستغلال السلمي لأغراض كارثية.
الخطأ العربي الفادح كان في عدم استثمار اهتمام الغرب بملف النووي الإيراني لأجل الضغط ومزيد من الضغط لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، وفي مقدمها أسلحة الدولة الصهيونية، وهو ما فشلت فيه إيران أيضاً، على رغم العداء الإعلامي المعلن والتهديدات التلفزيونية المتبادلة بين طهران وتل أبيب!