تعلن وزارة التجارة في أحيان متباعدة عن معاقبة تجار بسبب التستر، ولكنها حتى الآن تتستر على أسماء منتجات تضر بالناس وهي أي الوزارة من أعلن أن تلك المنتجات تضر بهم، فكيف يستقيم أن تنهى الوزارة عن فعل وتأتي مثله!!؟ وليس للوزارة الحق أن تحصد زخماً إعلامياً لجولاتها التي أسمتها مداهمات، لأن القصص فيها ناقصة، من يثبت أن تلك الجولات حقيقية؟ فهي من ينسق مع الصحافة ويبتسم للمصورين، وهي من يحدد الزمان والمكان، ما الذي يدفعنا لتصديق مثل تلك المداهمات وهي مقيدة ضد مجهول!؟، وقد أحسنت جريدة “الرياض” عندما علقت على صورة لموظفين من الوزارة يضعون لوحة صغيرة على مستودع أقفل، فقد تساءل المحرر لماذا لا يكون حجم اللوحة أكبر!؟ هذا إذا كان الهدف تحذير الناس، لعلنا لا نكون ممن إذا سرق صغيرهم أقاموا عليه الحد وإذا فعلها كبير فيهم تستروا عليه.
ولم يعد يعرف الناس ماذا يفعلون وكثير منهم يصرخون على طريقة حسين عبدالرضا في مسرحية شهيرة وهو يقول: الدجاج.. الدجاج!!، والقضية ليست محصورة بالدجاج الذي جاء من “الدجه”، فالخوف أن “ندج” نحن مع سياسة الوزارة تلك، وهرباً إلى الأمام أحالت التجارة ملف شركة الدواجن إلى وزارة الزراعة، وعلى هذا الأساس يفترض بالتجارة إحالة كل ملف للجهة التي رخصت لها، لكنها هي نفسها سبق وأن أعلنت عدم مسئوليتها عن ممارسات غير نظامية في شركات هي من قام بالترخيص لها!!؟، ومن أهداف إحالة ملف الدجاج المصاب بالمرض إلى وزارة الزراعة توزيع دم الدجاج بين الوزارات، هذا قد يخفف الصداع على التجارة إن كانت شعرت به، ولوزارة الزراعة تجربة مشهودة مع حمى الوادي المتصدع، ولا نعرف ماذا سيكون موقفها مع ملف حمى الدجاج، وأستغرب من صمت شركات الدواجن المحلية الأخرى على هذا الوضع فسمعتها هي الأخرى تلوثت، المستفيد الوحيد هو المستورد وفي هذا أضرار كبيرة بالاقتصاد الوطني، لقد ضحت وزارة التجارة بصناعة كاملة وقطاع عريض لأجل شركة واحدة، ومهما كان حجم هذه الشركة فما ذنب البقية، لم أقل ما ذنب المستهلك الإنسان لأن ليس له ترخيص فهو لا يتبع لأحد وقد يحاسب على قيامه بالاستهلاك من دون رخصة!!؟، وأطرح سؤالاً على إخواننا المحامين.. قانونياً هل لنا نحن المستهلكين إمكانية رفع دعوى على التجارة لأنها أضرت بنا، وهل لنا مثل هذا الحق مع المواصفات التي تنشر أخباراً عن أنها منحت علامة الجودة للشركات ولا تنشر عندما تسحب هذه العلامة!!؟ أرجو الإفادة من أحد المستهلكين المحامين ولدينا ديوان المظالم نلجأ له بعد رب العباد جل شأنه، والمثير أن بكتيريا “السالمونيلا” الذي أصاب الدجاج وأدى إلى سحبه وإعلان إنجازات وزارة التجارة، الإصابة بأنواع من هذه البكتيريا قد تسبب من الغثيان والإسهال إلى تسمم الدم و.. الوفاة، لذلك على وزارة الصحة أن تحتج لأن كل المتضررين لا سمح الله سيذهبون إلى مستشفياتها معظمهم على الأقل، ويعود سيناريو حمى المتصدع في تحميل المسؤولية.. ولكن باسم جديد “حمى الدجاج المتبكتر”.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط