أُرغم الكاتب والشاعر السعودي عبدالله باهيثم على الخروج من مستشفى الملك فهد بجدة رغم حالته الصحية الحرجة وحاجته للرعاية والعناية، وفي حوار قصير معه بجريدة الوطن يصف باهيثم الرعاية الصحية التي تلقاها في مستشفى الملك فهد والمستشفى التخصصي بأنها.. سيئة!!، ويضيف انه لم يتلق العناية الكافية لأنه بلا واسطة وليس هناك جهة يلجأ لها، وعبدالله شفاه الله وكل مريض يحتاج إلى زراعة كلية.. هذا هو حلمه! الله أكبر، ويصف محرر الصحيفة وضعه قائلاً انه صعب للغاية فقد كان عاجزاً على كرسي متحرك بقدمين ويدين متورمتين، لا حول ولا قوة إلا بالله، ويتابع باهيثم قائلاً بأسى ان كل الوعود التي تعطى ليست سوى مجرد كلام مشيراً إلى حالة الأدباء الذين مروا بمثل معاناته انه تم إهمالهم وأسقطوا من الحسبان بشكل مهين.
كيف يستطيع مستشفى الملك فهد بجدة إرغام مريض على الخروج رغم حاجة الأخير للعناية؟، هل يتعامل هذا المستشفى مع بشر أم أشياء، هل تحول الانسان إلى مجرد ملف يمكن قذفه خارجاً؟ ومهما كان السبب فإن المستشفى يغفل بإصرار دوره الأصلي الأساسي، وإذا كان ليس لدى المستشفى علاج له فيفترض أن يرعاه إلى أن يوجد له مكان آخر، أين ذهبت القلوب يا ترى ما الذي غلّفها؟ أليس هناك دور صحي اجتماعي لكل مشفى!؟. وعبدالله باهيثم الذي عومل معاملة سيئة ثم طرد من المستشفى ليس له واسطة وهو يقولها صريحة، لو كنت يا عبدالله تعرف أحداً في المستشفى لما حصل ما حصل ولفتح ملفك إلى ما لا نهاية، ولكن يا أخي عبدالله أنت تحتاج إلى معرفة وثيقة في المستشفى وليس أي معرفة.. لأنها تختلف ولعلك تذكر المثل الذي يقول “معك ريال تسوى ريال ما معك شيء لا تساوي شيئاً وأزيد عليه وليس لك لزوم أيضاً!؟”، هذه الحقيقة تظهر بلون فاقع في مثل هذا المستشفى، ثم إن عبدالله شفاه الكريم المنان كاتب وأديب.. يعني “وش وراه!؟”، وفي آخر المقابلة يقول باهيثم انه فوجئ بأشياء كثيرة منها انه أصيب بصدمة مع أصدقاء كانوا مقربين وحميمين، يا عزيزي عن أي أصدقاء تتحدث؟، أنت تتناول شيئاً من التاريخ القديم، تتحدث بواحدة من اللغات الميتة، لقد تم استبدال ما تسميه صداقة بشيء آخر اسمه المقايضة، ولو كان لديك ما تقايض به من حطام الدنيا يا أبو أحمد لما صرت إلى هذا الوضع، وعبدالله باهيثم مسؤولية كل من المستشفى الذي طرده رغم حاجته للعناية، وزارة الصحة لأنه مواطن مريض، وزارة المعارف لأنه معلم فيها، جمعية الثقافة والفنون لأنه مثقف، الأندية الأدبية لأنه أديب، هو مسؤوليتنا جميعاً لأنه واحد منا وقبل هذا وبعده هو.. إنسان.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط