في صحيفة «الرياض» كتب الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحقيل – رئيس شعبة الأمراض المعدية بمستشفى الملك فيصل التخصصي، أستاذ الطب الباطني – مقالة بعنوان: «كورونا أين المشكلة وما الحل».
من أبرز ما جاء فيها هذا الجزء:
«تكمن مشكلة كورونا الحالية في سوء التعامل معها..
عند ظهور المرض ارتكبت وزارة الصحة خطأ قاتلاً، إذ احتكرت لنفسها التعامل مع المرض ومنعت جميع الجهات الطبية بما فيها مراكز الأبحاث والجامعات حتى من عمل الفحوص التشخيصية، وأجبرتهم بأمر قيادات الصف الثاني بالوزارة على إرسال جميع العينات إلى مختبراتها المركزية، وحينها طلبنا إعطاءنا بعض العينات لعمل دراسات تتعلق بالتركيب الجيني وخصائص الفايروس، فرفضوا ذلك وأرسلوا العينات إلى مختبرات خارجية في هولندا وبريطانيا وسويسرا، وهو ما أتاح لتلك المراكز قصب السبق على رغم توافر الكفاءات المحلية لتحديد نوعية الفايروس والمصادر المحتملة».
انتهى الاقتباس.
و«قصب السبق» الذي أشار إليه الدكتور ليس أولوية للمجتمع بقدر محاصرة فايروس ومنعه من الفتك بالبشر، إذا تم الجمع بين الاثنين فالحمد لله تعالى.
خلاصة رأي من متخصص يعمل داخل دائرة الاهتمام بالفايروسات والأمراض المعدية، أن فايروس «كورونا» تعرض لـ «التشبيك» من الصف الثاني بوزارة الصحة!
لنركز على زاوية أخرى لا تقلّ أهمية، تخيّل هل كان بإمكان الدكتور عبدالله الحقيل أو غيره من الاختصاصيين المهمومين أن يكتب مثلما كتب قبل عام من الآن؟ وماذا سيحدث لو أمكنه ذلك افتراضاً؟ سيواجه بلوم شديد، وربما تتعرض مسيرته العملية إلى مطبات اصطناعية وتحويلات، وليس بالضرورة أن يأتي هذا من الأطراف المعنية بالنقد، بل ربما يأتي من أطراف تحاذر من الاصطدام بهم! عملاً بالسائد في بيئتنا الإدارية، أقلّ ما سيتهم به المبالغة وترويع الرأي العام وتلك الثالثة «إثارة البلبلة».
ما الذي يحدث حين يرى أحد أخطاء جسيمة في جهاز يعنيه بشكل مباشر أو غير مباشر؟ فلا يستطيع السكوت كما لا يريد النشر في وسائل الإعلام حتى لا يفهم خطأ، والفهم الغلط هو الشائع، إنه إذا ما تمكّن من الوصول إلى حمى صاحب القرار في الجهاز فسيطلب منه كتابة مذكرة أو تصور، ثم يتحول «بقية عمره الوظيفي» إلى معقّب لهذه المذكرة، لأنها ستمر اضطراراً بالمحطات نفسها التي أنتجت المشكلة وربما تستولي عليها.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط