هل كان وزير الصحة السابق الدكتور عبدالله الربيعة ضحية بعض مساعديه من الصف الثاني في قضية «كورونا»؟
في الواقع لا نعلم الحقيقة كاملة، التفاصيل تكمن فيها الشياطين، لكن الاستنتاج الوحيد الذي يمكن الخروج به في هذه القضية بالذات أن الوزارة احتكرتها بشكل ضيق من دون شفافية لا مع العامة «إعلان الحالات وتفشيها»، ولا مع الخاصة من الباحثين والأطباء الذين يفترض أنهم من الخبرات البحثية والطبية، وهذا هو وقت الاستفادة القصوى منهم، حتى بتنا لا نعلم هل تعاملت الوزارة مع قضية «كورونا» كمحنة أم كمنحة!
بعد الاتكال على الله الحافظ الحفيظ، نترك «كورونا» للمهندس عادل فقيه.
لننظر في أهمية وتأثير الصف الثاني في الأجهزة الحكومية على المسؤول عن الجهاز، فهم وبحسب ذكاء المسؤول، العين التي يرى بها، والأذن التي يسمع بها، ومؤكد أنهم اليد التي… يستخدمها، فإذا صلحوا صلح حال الجهاز والعكس صحيح، أما إذا كان حظهم من الصلاح الإداري المغلّب للمصلحة العامة قليلاً، فإن ثمن هذا سيدفعه المسؤول أولاً «بعد الوطن والمواطن بالتأكيد». من هنا تأتي أهمية حسن الاختيار، الثقة لا تغني عن الكفاءة، والأخيرة متعددة الجوانب ومنها الأمانة والقدرة، إلا أن الصف الثاني في بيئتنا الإدارية لا يعني فقط المناصب العليا في الهيكل الإداري، قد يكون هناك من يقوم مقام الصف الثاني وهو أدنى في السلم الوظيفي «المعلن»، لكنه أقرب للأذن وطاولة المكتب الخاص! وإذا كان الصف الثاني «لك عليه» فإن الصف الثالث سيكون لك عليه مرتين وهكذا، والمسألة في سماح المسؤول بأن يتم التشبيك عليه، العلاقات العامة تشبك على ما ينشر وتفلتر أو تحور، ومثلها السكرتير أو المدير الذي لا يسمح بشيء ويسمح بآخر، والأسوأ من هذا كله أن يصور للمسؤول أن الإعلام ضده أو أنه مستهدف و«ذاك» ما يحبه!
والصلاحيات يتم تفويضها هذا أمر جيد تلافياً للمركزية الخانقة المعيقة، لكن المسؤوليات لا تفوض بتفويض الصلاحيات، يبقى رأس الهرم هو المسؤول أمام الناس، حتى عن أخطاء صفه الثاني أو الثالث ما علم منها وما لم يعلم، فإذا قيل ولكنه لم يعلم يقال كان بمقدوره العلم. بقيت نقطة أخيرة مهمة، وهي أن بقاء المسؤول فترة طويلة على الكرسي لا يعني صلاح صفه الثاني، العبر بالنتائج، والشاهد هو المواطن وما يلمسه.
وفي رواية يسمونهم البطانة
و لا اعلم سبب التسمية هل هي من بطانة الملابس أم انها من البطون وكبرها !
الحاصل
أن الصف الثاني هو الفلتر الذي يعتبر من اعلى درجات الفلترة البيروقراطية
فهو يخفف الخير النازل ويخفي “الشكاوى ” أو الشر الصاعد كما في نظرهم
و هم الوحيدون المصرح لهم بإستخدام جملة ” كله تمام يا افندم “