طه والطبلة … الآن!

تعليم تلاميذ الصف الأول ابتدائي حرف الطاء كان هدفاً رئيساً لقطعة المطالعة الشهيرة «طه والطبلة»، وهي واحدة من القصص في منهج المطالعة على أيام طفولتنا العزيزة ارتبطت بجمالها ككل تلك القصص.

في القصة ثلاثة أبطال، طه والطبلة والبطة، الطفل لديه طبلة وقعت في داخلها البطة من دون علمه، حمل الطبلة وطبّل عليها فخافت البطة وخرجت منها لتسبب له فزعاً هو الآخر!

هذا ملخص القطعة القصيرة، انتهت عند هذا الحد: فزع طفل من بطة خرجت من طبلة.

لكن بعد التحديث كيف هي حال ذلك الطفل الآن؟

طه حينما كبر وترعرع وشبّ تعلّم كل الحروف من الألف إلى الياء، تلفت حوله باحثاً عن مكان ومكانة فلم يجد، هنا فكّر وتدبر أمره، أعاد اكتشاف حرف الطاء، تخيله مثل مركب في بحر الحياة، قاده هذا إلى إعادة البحث عن الطبلة حتى وجدها، جرّب فكانت النتيجة لافتة مثيرة للانتباه، كلما ضرب الطبلة زاد من حوله المتجمهرين، لقد أجبرت محيطه على إعادة اكتشاف وجوده. طوّر تقنياته، التحق بدورات في البرمجة العصبية وتطوير الذات والمشي على الجمر، ولم ينسَ إيقاظ العملاق النائم داخل الطبل، واجه مخاوفه من خروج بطة من الطبلة، استفاد من العلاج بالتنويم الجماعي، ثم امتطى صهوة الإلحاح. حين امتلك الأدوات بادر إلى تغيير اسمه إلى اسم جديد، وبدلاً من الخوف أن تخرج بطة من الطبلة حينما يقرع عليها نظر إلى مخاوفه من زاوية أخرى، كانت مثل فتح عظيم في حياته، زاوية هطلت منها أشعة الشمس الساطعة ليبرز ويسطع هو! لم يعد لديه صوت يعلو على صوت الطبلة، ولِمَ لا؟ فكلما قرع الطبلة خرجت منها بطة تبيض ذهباً!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.