الرز أولى من المخدات

صحيح أن كثرة أكل الرز يولد مخدة «وسادة» في المعدة، وبخاصة إذا ما تم تناوله «كبساً» على الطريقة الشعبية، ينام أو يدوخ من يتوسدها ويده على بطنه!

أيضاً صحيح أن وزارة التجارة تعمل بجد ونتائج أعمالها يراها الناس، يلمسونها في وقت أصبحت حاسة اللمس هي الحاسة الوحيدة المقنعة، لكن هناك أولويات يجب عدم التنازل عنها، وطريق طويل أمام الوزارة.

نشرت صحيفة «عكاظ» أن تجار الرز رفعوا أسعاره بنسبة تصل إلى 39 في المئة، وقالت إن السبب هو «قلة المخزون»، وأشارت إلى أن بعض العلامات التجارية تقوم «بتعطيش» السوق، أي تسويق وهم «قلة المخزون». فهل تعاني السعودية من حصار اقتصادي أو تشدد في إجراءات الاستيراد؟ بعبارة أخرى ما الذي تغير؟

منذ قرابة شهر وبعض المهمتين بتجارة الرز يلحظون رفعاً للأسعار، وامتناعاً عن البيع إلا بكميات ضخمة وبأسعار مرتفعة، ويتردد الحديث عن «تخزين» ضخم لهذه السلعة التي هي القوت الأساسي للسعوديين. وزارة التجارة وقبل الشهر الكريم مطالبة بالكشف عن مخزون الرز لدى التجار، والتدقيق في بيانات الاستيراد، وإيقاف هذه المهزلة الموسمية.

أما بالنسبة للدولة والحكومة، لأولئك الرجال الذين يجتهدون في تجفيف منابع الاحتقان من بطالة وارتفاع كلفة معيشة وغيرها، ألفت نظرهم إلى أن التضخم ورفع الأسعار من منابع الاحتقان، وأن جهودهم في تجفيف منابعه تصطدم بمن يحاول جاهداً الاستفادة من أي ثقب أو غفلة، هناك من لا يمانع في نهش اليد الذي تمتد إليه، والنتيجة لا تخفى.

ومثلما شاهدنا مراقبي وزارة التجارة داخل معامل ومستودعات لمخدات مغشوشة بنفايات! فالأولى أن نراهم داخل مستودعات الرز. أطفئوا هذه الشرارة الآن.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.