بين الهولندي و «بوكو حرام»

وقعنا بين فكَّي كماشة بين تطرف بعض السياسيين في الغرب وتطرف بعض المسلمين، مطرقة وسندان، هذا يغذي ذاك ويتغذى منه، وإساءة سياسي هولندي للإسلام والسعودية لا شك أمر مختلف عن إساءة تنظيم أو حركة غير شرعية حتى ولو نسبت نفسها للمسلمين. الأمر مختلف من وجوه عدة، فذاك سياسي ذاهب لتصدّر المشهد السياسي في دولة أوروبية ويمارس هذا ضمن دائرة الثقافة الغربية، أي حرية التعبير وحقوق الإنسان ومناهضة العنصرية إلى آخر المعزوفة التي تستخدم عادة، وهو ما يبرز حدة التناقض بين الشعارات والواقع في الغرب.

كما لا يمكن هنا تجاوز دور ممارسات وجرائم تنظيم القاعدة و «داعش» وغيرهما من مجموعات استخدمت الدين للوصول إلى السلطة، أو تفننت في الإرهاب من خطف وقطع للرؤوس، غرفت من الدماء حتى وصلت إلى قاع التوحش.

والهولندي ليس وحيداً واستثنائياً في الغرب، حدث هذا في فرنسا وغيرها. لكن ما العمل؟ لا شك في أن هناك عملاً كبيراً يجب القيام به.

لذلك، فإن العودة إلى إحياء مشروع تجريم نشر الكراهية ضد الإسلام والمسلمين والمساس برموزهم من خلال قرار أممي في غاية الأهمية مهما كانت المصاعب، وهنا يفترض بالدول الإسلامية ومن خلال «منظمة التعاون الإسلامي» أن تقوم هي بتبني مثل هذا القرار في دولها، ثم تعمل على قرار أممي، أما الجماعات المتطرفة والإرهابية التي لم تدّخر وسيلة لتشويه المسلمين فمن الواجب رصد ظهورها باكراً واتخاذ موقف معلن منها. ولا يعني هذا التغاضي عن الأسباب والمسببات، جذوراً دفعت بها إلى السطح والتمدد، بل من الضرورة بمكان الكشف عنها ومحاولة علاجها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.