لماذا يكرهوننا!؟

استكمالا لمقال يوم الأحد أطرح هذا السؤال بحثاً عن إجابة أو إجابات ، منا نحن وليس ممن يكرهوننا ؟ ، وحتى نحدد من نقصد نستثني من نعلم سبب مشاعرهم السلبية تجاهنا ، فليس المقصود العرب المسيّسين ولا من يحسبون على الثقافة برجم النفط ومن يقيم على أرضه ، ولا أولئك المصابين بأورام التعالي وعقد النقص ، ولا حتى إعلاميي الشنطه ممن يعيشون على الارتزاق من الحكومات بالشد والجذب ، كل تلك الفئات ولو تداخلت معروفة أسباب مواقفها ، والجميع يعرف وسائل استقطابها ، المقصود هنا القاعدة العريضة البسيطة من الشعوب العربية التي يفترض أن الدولة السعودية خاطبتها ليس بالأقوال بل بأفعال مشهودة تجاوزت حدود الجغرافيا وحواجزها .
لوران مورافيتش المحلل الفرنسي الذي قدم تقريرا للبنتاغون يوصى باعتبار المملكة عدوة للولايات المتحدة ، قال في مكالمته الهاتفية لمجلة ” ارابيان بيزنس ” بعد أن اتهم السعوديين بكلام بذيء إنه ” يعرف عربا كثيرين لا يحبونهم ” ولسنا بحاجة لمثل هذا التأكيد إلا في الإشارة إلى شيوع هذا التوجه ، أما نحن فنراه في الفضائيات بشكل ممجوج و استقصاد فج يوحي وكأن هناك ثأراً قديماً في رقابنا .. لهم ؟ ، على الرغم من أننا نسمع دائما عن تطابق وجهات النظر إلا أن الوقائع تشير إلى تباينات في تلك الوجهات ، لأن أمثال هؤلاء لا يتحركون بقدر ما يحرَّكون ، بفتح الراء ،
لكن في جانب أخر المملكة دولة مسالمة مبدأها عدم التدخل في شئون الآخرين ، ومن جهة أخرى قيامها بمساعدتهم إلى أقصى الحدود . ورغم كبر حجمها الجغرافي لم يعرف عن المملكة توجهات للهيمنة على الدول الأصغر منها ، لا بصورة مباشرة ولا غير مباشرة ، والمسائل العالقة لا تختلف عن مثيلات لها بين مختلف دول العالم ، وإذا كان موقف المملكة التاريخي عند غزو الكويت والعمل على تحريرها إذا كان هذا الموقف في تلك الأيام قد فجر مشاعر الكراهية تلك ، فإن ما تتعرض له المملكة الآن أعاد موجة التشفي المتخصص هذه المرة.
والبحث عن إجابة لمثل هذا السؤال يجب أن تكون من الداخل ، لمعرفة الأسباب ومكامن الخلل وأوجه التغيير على المستوى الفردي والحكومي ، لسنا بحاجة إلى محبة الآخرين لكننا نستغرب أن يكرهنا بعض منهم ولا بد أن نفتش عن الأسباب وهل لنا دور فيها ، وعند الوصول لنتيجة بعد البحث قد نعرف أننا لم نوظف إمكاناتنا كما يجب وأن بعض الاستثمارات التي كان يعتقد أنها طويلة الأجل صارت أقصر مما نتوقع بل قد نصعق إذا ما اكتشفنا أنها بلا فائدة تذكر على المستوى السياسي.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.