لكم التصاريح والعقود للخارج

تراكضت عشرات الفتيات للحصول على دبلوم الحاسب الآلي، بعضهن جامعيات وبعض آخر أكملن الثانوية العامة، السبب تصريح صحافي للوكيل المساعد لرئاسة تعليم البنات د. خالد بن دهيش، قال الوكيل بتاريخ 21ديسمبر 2001ان الرئاسة قررت تدريس الحاسب الآلي للصف الثاني الثانوي للعام 1423- 1424هـ والثالث في العام الذي يليه وانهم انتهوا من 350معملا وسينجزون وقتها 1200معمل.
وأضاف الوكيل انهم في الرئاسة قرروا الاستفادة من خريجات دبلوم السنة والسنتين للحاسب سواء لخريجات الثانوية أو الكليات والمعاهد الحكومية والخاصة، وتبع هذا التصريح تصاريح أخرى عن فرص وظيفية بالكوم خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار وجود أكثر من ألف وثلاثمائة مدرسة ثانوية، هذه التصاريح كانت طلقة البداية التي جعلت كثيراً من الفتيات يتجهن لتعلم الحاسب الآلي حتى ان بعضهن استقال من الوظيفة، فالرئاسة بحق حلم المرأة السعودية!، هذا الاندفاع بعد التصريح جعل الموضة هي دبلوم الحاسب الآلي فازدهرت مراكز التدريب الخاصة وكان موسما قطفت فيه الازهار، وأقول الخاصة لأن الحكومية محدودة الاستيعاب ولها شروط أكثر من أن تحصى اما الخاص فليس لها سوى شرط واحد.. ادفع، فكان ذلك التصريح سحابة ممطرة على مراكز التدريب الخاصة سالت على إثرها دهاليزها بمئات الطالبات، إلى هنا والأمور طيبة، لكن ما الذي حصل بعد انقشاع السحابة، تقدم بعض أولياء أمور خريجات الدبلومات لوزارة الخدمة المدنية للتوظيف فقيل لهم ان الوظائف قد قلصت من حوالي ألف وظيفة إلى ثلاثمائة وخمسين فقط!؟.
ويذكر ولي أمر خريجة في رسالته ما قيل له من أن سبب التخفيض هو عدم توقع وزارة المعارف وبالأحرى الرئاسة شغل هذه الوظائف بسعوديات نظراً لندرة هذا التخصص، في مقابل هذا تتجه لجان التعاقد للخارج لجلب مدرسات أجنبيات في تخصصات أخرى هي في الحقيقة مقتطعة من وظائف الحاسب التي سبق الإعلان عنها!!؟. والناس صدقوا، بعضهم استدان لتعليم ابنته أو زوجته وبعضهن استقلن من عملهن طمعاً في سلك التعليم المكهرب والسبب تصريح لمسؤول في الرئاسة، وإذا كانت معامل الحاسب الآلي بالآلاف كما يقول التصريح الصحفي فإن الغبار سيأكلها إذا لم يستفد منها، وهذا الهوس بالتعاقد يجب ان يرشد أو يوقف ومن المهم أن يعلم المسؤولون ان احاديثهم لوسائل الإعلام يبني بعض الناس مستقبلهم ومستقبل أولادهم عليها، وأولياء الأمور وخريجات دبلوم الحاسب ينتظرون تدخلاً من وزير المعارف ونائبه لشؤون تعليم البنات لإيقاف التعاقد والالتزام بما جاء في التصريح الصحفي، لا يعقل أن تكون التصاريح لنا والعقود للخارج!؟.