أحيانا··

تتعرض الخيمة بعمدانها وأطنابها وأروقتها  لأبشع عملية تشويه في تاريخها، فقد إرتبطت الخيمة ،بيتنا الأول، طوال عمرها  بالاشياء الجميلة الفطرية ،إرتبطت بنا وإرتبطنا بها،مثل كل المنازل الأولى،  الخيمة·· ظلال الصحراء  بكل نقائها، إرتبطت  بدلال القهوة وجال “الضو”، بتباشير الفجر، بخيوط غروب الشمس، بنسيم ليالي الصحراء العليل ،برذاذ المطر الباعث  للفرح وتجدد الحياة وزهر الربيع، الخيمة الأن يحاولون قلبها رأسا على عقب ،بل  إنقلبت بأيديهم  إلي ملهى متنقل وكازينو لاتحلو  “الشخلعة” فيه إلا في شهر رمضان الكريم،  أصبحت الخيام ميدان لجمع “الخمام “،وتحول الأمر إلي سنة سيئة أقبلت الفضائيات التي لايحكمها إطار أو قيد أخلاقي واضح المعالم ، على تقليدها بكل فجاجة وحماس منقطع النظير، بتقليد أعمى لايبعث إلا على الدهشة ، صارت الخيام مرتعا لأراجيل الشيشة ،وبيئة لاتحمل سوى دعوات مبطنة مستتره للمجون، وكأنه تحدى سافر معلن للشهر الكريم في إزدواجية عجيبة لامعنى لها إلا اللهاث المسعور ، تحت دعاوى المنافسة،
لست إعلم من الذي سن هذه السنة المقيتة في كل شهر فضيل من كل سنة إلا أن المؤكد أن ليس له علاقة بالخيمة إلا كشكل ديكوري جديد عليه·· فقط لاغير،
وإذا إسترجعنا التاريخ لهذه الهوجة نرى أنها بدأت في مجتمعات ليس لها علاقة حقيقية بالخيام، ولا بما يحتمي تحت سقوفها وأروقتها من معاني أصيلة سطرها أهلها الحقيقيون، كما أن صاحب هذه البدعة الغريبة غير معني من قريب أو بعيد بتاريخ الخيمة البعيد وما حواه هذا التاريخ من أفعال مجيدة غيرت الكثير من المعالم على وجه الأرض، نحن أول من تعنيه الخيمة لأن عمودها نصب في أفئدتنا، وأطنابها غرست في نفوسنا ، وعبقها النقي الذي تعودنا عليه لايقدره بشر مثلنا ،هي دعوة لأبناء الخيمة لحماية منزل

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.