معظم الذين يشترون سيارات بالتقسيط لايحتاجون الي السيارات، بل هم بحاجة إلي السيولة المالية، وجميع الاطراف تعرف ذلك ،الشركات والكافل والمكفول وحتى السيارة لو نطقت، ولست أعرف من بدأ هذه الموضة التي ساهمت في زيادة عدد السيارت،ورواج تجارتها ، وضياع كثيرمن الأموال في الحديد، وهي أي السيارات إحتلت مكان الأرز والقهوة والهيل وخام القماش التي كان الاعتماد عليها لتخريج عملية الأستدانة للمحتاجين ، مع السداد بفوائد مرتفعة! ، حيث تقوم هذه السلع بدور الوسيط عمليا في سوق “الجفرة” في الرياض ،علي سبيل المثال ،ولازالت بقايا ذلك موجودة لمن أراد الاستزادة ، سواءمن الديون أو المعرفة· تجارة السيارات هي المستفيد الأول من حاجة الناس للسيولة فليس هناك بديل من شراء سيارة ثم كسرها ،وهو التعبير المستخدم في السوق، ويعني ··كسر سعرها وبيعها بسعر أقل للحصول على سيولة فورية،وقد يتم البيع لنفس البائع الاصلي أو لمندوب له،
ماعلينا ،المهم كيف تتخلص من الورطة عندما يستنجد بك شخص لحوح و”لزقة” ، ويدور حولك ويوسط الناس ويقول انه لايحتاج الا الي مدة بسيطة للوفاء ،ولايريد منك سوى توقيع ورقة·· توقيع فقط ،وتحل الازمة التي يعاني منها، وسيبقي لك جميل في رقبته إلي يوم يبعثون·
لايمكن لك بالطبع أن تقنعة بأن يستغني عن السيارة لخطورتها علي البشر، خاصة وهو يراك تركب واحدة منها وقد تفاخر بها ··هذا أمر غير ممكن ،إذا ماهو الوحيد ،هل تبدأ بترغيب صاحبك في حلول أخرى مثل شراء سيارة أرخص، نصف عمر، قيمتها تساوي المقدم الذي يملكه واذا لم ينفع معه ذلك ،سوق له الأيجار المنتهي بالتمليك ، وإذا أصر صاحبك لانه “نشبة” و”حقنه”، فليس لك إلا الحل الذي إهتدي له صديقي ، فهو قد وجد المخرج المناسب الذي يحافظ علي العلاقة مع المكفول ولايحمله هو ادني مسئولية،
كيف؟
لأنه يعرف أن للكفاله علاقة بميكافيلي ومبدأه الشهير “الغاية تبرر الوسيله ” فقد أبدى الموافقة لصاحبة على الكفاله، وبش في وجهه وهش، وسأله سؤالا واحدا·· هل أنت محتاج للسيارة؟، أجاب الصديق بنعم ،فرد موافقا وقائلا: بشرط أن اشتريها أنا لك وأنت تكفلني، وهو هنا عكس الأمر وحتى يتوافق مع الحال المعكوس الذي يعيشة بعض المتورطين من الكفلاء· طالب الكفاله قدم له الشكر وخرج مسرعا، لأنه لايريد ان يكون في موقع الكافل الذى سيلاحق ، هو يريد السيارة أما المسئولية والالتزامات والملاحقة القانونية فهي من مسئولية الكفيل،لأنه يطمع بصفة “المك”··فول، ··و(ياكافل لك الله)·
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط