الحساب على طريقة تعليم البنات

نشر عدد من الصحف المحلية رداً من وكيل تعليم البنات للشؤون التنفيذية د. خالد بن دهيش على موضوع وظائف معلمات الحاسب وتخفيضها وهو ما تطرقت إليه في مقال “لكم التصاريح والعقود للخارج” مما حطم آمال كثير من الفتيات اللاتي استثمرن أموالاً للحصول على دبلوم يمكنهن من تلك الوظائف، وهنا أترك واحداً من القراء المتضررين يرد على رد الوكيل الذي اطلق عليه توضيحاً!!، وأعتقد ان ذلك التوضيح سيحتاج إلى توضيح آخر!؟، إن لم يصدر قبل نشر هذا المقال.

طالعتنا صحيفة “الرياض” في عددها المؤرخ في 1423/6/28هـ تصريح سعادة وكيل تعليم البنات الدكتور خالد بن دهيش، يذكر فيه سعادته بأن الصحف المحلية نقلت عن أحد المواطنين خبر تقليص الوظائف من 1200وظيفة إلى 400وظيفة وأن هذا الادعاء أثار التصديق من قبل بعض كتاب الصحف دون التأكد من المصادر الرسمية!!.. وأود ان أذكر هنا بأن عدد وظائف الحاسب الآلي قد نشر في العديد من الصحف المحلية، وعلى الصفحة الأولى في جريدة الاقتصادية منسوباً لسعادته في مارس من عام 2002وليس ادعاء مواطن صدقه الكتاب الذين طالبهم الدكتور خالد بالتأكد والعودة للجهة الرسمية، ولقد صرح سعادة الوكيل في 1422/10/6هـ بأن الحاصلات على دبلوم الحاسب بعد الثانوية سوف يحق لهن التقدم لوظائف الحاسب وبعد ان استثمرت مئات البنات عشرات الألوف من الريالات للحصول على الدبلوم وتزاحمن على المعاهد الخاصة في ظاهرة رصدتها الصحف السعودية، فإذا سعادة الوكيل يصرح في 1423/6/28هـ هجرية بعدم أحقيتهن بالتقدم!!؟، ان سعادة الوكيل والمعنيين في وزارتي الخدمة المدنية والمعارف يعرفون تماما بأن عدد وظائف الحاسب قد تقلصت من 1200إلى 905ثم إلى 600ثم إلى 350وظيفة وتحويل وظائف الحاسب للتخصصات الأخرى، ثم اطلعنا على منهجية شؤون تعليم البنات في احتساب احتياجاتها بطريقة تنبىء باحتسابها بطريقة جديدة فريدة!، نرجو ألا يتم تعليمها لبناتنا!؟.

وهذا اقتباس، حرفي من تصريحه لـ “الرياض” في 1423/6/28هـ “…. والحقيقة انه تقرر تدريس هذه المادة هذا العام الدراسي 1423- 1424هـ للصف الثاني الثانوي فقط وفق الخطة المنهجية بمعدل “حصتين” في الاسبوع لكل فصل دراسي حيث تبلغ الفصول الدراسية للصف الثاني الثانوي للعام الدراسي 1423- 1424هـ “10458” فصلاً في جميع مدارس تعليم البنات في المناطق والمحافظات، وعدد معلمات الحاسب الآلي حاليا “141” معلمة.. واللائحة التعليمية تنص على ان الحد الأعلى للمعلم أو المعلمة “24” حصة اسبوعيا.. فلو طبقنا على المعلمة بأن معدل نصابها الاسبوعي من الحصص “20” حصة سيكون الاحتياج العام هو “523” معلمة وينقص منه الموجود الحالي من المعلمات ليكون الاحتياج الفعلي من المعلمات هذا العام “382” معلمة وهو ما أشير إليه في تصريحنا لبعض الصحف مؤخراً..” ما هذا الحساب!!؟.

أولاً، لنفترض جدلاً بأن الفصول جميعها موجودة في مبنى واحد “وهذه مشكلة أخرى” فتعالوا نحسب:

عدد الحصص = عدد الفصول (10458)* عدد الحصص لكل فصل (2) = 20916حصة.

عدد المعلمات المطلوب = عدد الحصص (20916)/ معدل نصاب المعلمة (20) = 1046معلمة.

إذن الاحتياج هو 1046معلمة وليس 523معلمة كما أورد سعادة الوكيل!! ويتوافر منها 141معلمة والباقي 905معلمات وهو الاحتياج المبلغ لوزارة الخدمة قبل أكثر من شهرين كما أوردنا سلفنا ثم بدأ مسلسل التخفيضات والتحويل للتخصصات الأخرى بعد أن تقدمت وزارة المعارف باحتياج أكثر من وظائفها!!، إذن الاحتياج أكثر من الألف وليس 523معلمة كما ذكر سعادة الوكيل مع اننا افترضنا بأن جميع الفصول في مبنى واحد، فما بالك وهذه الفصول منتشرة في جميع مدن وقرى وهجر الوطن وهناك قرى تبعد ثانوياتها عن ثانويات القرى الأخرى بأكثر من مائة كيلومتر وسوف نجد نصاب بعض المعلمات لا يتجاوز 4حصص والذي سوف يجعل الرقم (1046) معلمة مرشحاً للزيادة الكبيرة.

إن ما لم يقله الدكتور خالد بن دهيش والذي نتوقع حدوثه هو عدم تسديد الاحتياج لجميع المدارس فيبقى بعضها بدون مدرسات وهذه مصيبة والبعض الآخر تسند عملية دروس الحاسب العملية لغير المتخصصات من مدرسات التاريخ والجغرافيا، والمصيبة أعظم! وبذلك يكبر الحاجز النفسي لدى الطالبات من الحاسب والذي كان من أهم أهداف تعليم الحاسب كسر هذا الحاجز، وتدمر العملية التعليمية التي استثمرت حكومتنا الرشيدة أكثر من مائة مليون ريال لبناء هذه المعامل بسبب وانعدام التخطيط وتقليص الوظائف!! ولا تنسوا انه حتى كتابة هذه السطور لم تعين المعلمات والدراسة بعد اسبوع!!.. سعادة الوكيل: أعيدوا وظائف الحاسب إلى رقمها السابق 1200وظيفة!! انتهى رد القارئ.

إذا كانت هذه هي طريقة الحساب عند تعليم البنات فهل هي مطبقة أيضاً على معامل الحاسب والأجهزة التي تحتويها، الله أعلم، لكننا في كل الأحوال ومن مبدأ توحيد التعليم إما أن يعود تعليم البنات لطريقتنا في الحساب التي تعلمناها في مدارس وزارة المعارف أو يخبرنا بما خفي عنا، والمثير أن الرد نشر تباعا خلال ثلاثة أيام في صحف مختلفة بعضها نشره وهو في العرف الصحفي يعتبر ميتاً أعيد بيعه من قبل المحرر على الصحيفة، لكن في هذا فائدة لا تنكر لتعلم الحساب على طريقة تعليم البنات.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.