في مخيلتي أن هذا إسم لوحش إسطوري لاأعرف عنه شيئا و في زمن مضى كان “النمنم “من أدوات التربية المنزلية،و له وظيفة تشابه وظيفة “حمار القايلة” و”المقرصة الحامية”، ويستخدم لترهيب الأطفال الخارجين عن القوانين المنزليةأوالمنتهكين لمزاج أحد الوالدين· ورغم أن إسمه متكون من أمر النوم مرتين، >نم··نم <، إلا أنه مصدر للأرق و الكوابيس، ولاأذكر أن أحدا إدعى أنه شاهد النمنم ،مع أنه يمكنك الآن أن تشاهد “حمار القايله” ممتطيا سيارة مظللة وقد تعلم التفحيط و”الزورقه “بين السيارت بمحرك قوتة ألف ثورأقرن·
بحثت عن “النمنم “ولم أجده ولكني وجدت شبيها له في الأثر الذي يتركه لدى البشر الذين نقول عنهم راشدين ،حسب الفئة العمرية، وقد يكون هو “النمنم” بعينة بعد أن طور قدراته واستطاع التجانس مع متطلبات العصر، بل إن فيه من إسمه، وما أقصده هو النمام، الموصل القديم قبل أختراع الموصلات الحديثة ، ناقل الحكي الذي يشبه ناقل الحركة في أية آلة ،وقد يحرك من ينصت إليه ويعتمد عليه في أي إتجاه يرغبه ، بل قد يقوده إلي الهاوية، ولدى نمنم العصر إمكانيات عالية وقد تنبه له الحكماء منذ زمن طويل فقالوا “وما آفة الأخبار إلا رواتها “، و للنمام علاقة بالفيروسات بل أعتقد أنه جدها الأكبر فهو “فيروس الأول” لأن لديه قدرات على التطور والتغير وتجاوز مايواجه به من الامصال واللقاحات، و قد يكون هو الذي علمها الفتك بالبشر ولازال يمارس دوره الريادي،
وينفث نمنم العصر سمه علي شكل خبر أو نصيحة او تعليق كامن يبدأ في النمو والتكاثر في ذهن الضحية الأداة، بهدوء وروية، وقد لايكتشف إلا بعد فوات الآوان، وهو يمتاز بالقدرة على الترصد والتصيد، ويصمت عندما يسيل لعابة ويشم رائحة طريدة مغرية،
وإذا كان الأتهام الرئيسي بصناعة وترويج النميمة قرن بالمرأة فإن الحقيقة تقول أن بعض الرجال وأشباههم ، تجاوزوها ولم يختلفوا عنها اللهم إلا في النوع فقط وخطورة نمنم العصر هو تلونه فهو قدإستفاد من الحرباء في التكيف مع البيئة المحيطة به، لذلك لايمكن أن تراه متميزا بلون أو رائحة لأن “خمس حواسيسك ” لاتستطيع تمييزه، فهو قطعة متجانسة مع الديكور· وليس لك سوى خيار واحد لمعرفته والتحصن من أخطاره، هذا الخيار هو معرفتك أن لسانه ملتهب إذا ما أرخيت إذنك وأنصت إليه فأنتبه لئلا يصيبك شيء من الإلتهاب·
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط