أعود مرة أخرى للحديث عن أشياءنا التي يعاد بيعها علينا، وما شجعني على ذلك ردود الفعل التي حظي بها ذلك المقال وأتفاق معظمها علي ضرورة الأشارة للقضية مرات ومرات، هذا الأمرإستدعى من ذاكرتي أيام طوفان المجلات الملونة عندما كان الغلاف النسائي يبيع ويكسر أرقام التوزيع، وكان ولازال سوقنا هو الميدان الكبير لصولات وجولات تلك المطبوعات الدكاكينيه، الفضائيات الآن تحضي بنفس الأغلفة النسائية ولكنها أغلفة متحركة يمكن تجديد شكلها وألوانها وإبتساماتها في وقت قصير وعلى هذه الشاكلة، شاهدنا كثيرا من برامج (فلانة·· على الهواء)،ومع أنهم أو أنهن على الهواء فهن لايسقطن بل يبقين معلقات بأصوات قادمة من ربوعنا، ولانعرف مالمقصود بالهوا فللهوى ألوان ومعاني متعددة ، لكنني تجاوزا أعتبره هنا الأثير·،الا تستطيع قنواتنا وإذاعاتنا أن تحتوى أصواتنا تلك، لماذا لانكون نحن أيضا على الهوا ،هوانا نحن لا هواهم ، ثم ماهي هذه المواضيع الثقيلة الحافلة بها حبالناالصوتية المهاجرة، لاشيء ،بل أن ماينشر في أي صفحة قراء من صحفنا المحلية يتجاوزها بمراحل، وإذا كنا سمعنا عن إتجاه لتطوير البرامج الأخبارية فأن بقية هيكل البث بنوعيه، بحاجة إلى إلتفاته ولمسات إحترافية، أما البرامج الحوارية التي كانت سببا لكتابة مقال الأسبوع الماضي فالاهتمام بها ينبغي أن يكون أكبر، وحتي تنجح يجب أن لاتدخل الواسطة لا في إختيار الضيف ولاالمحاور، الواسطةتصلح في أمور كثيرة، سرير في مستشفي، تطبيق منحة في موقع إستراتيجي، الحصول على وظيفة من بين أنياب مئات من المتقدمين الأكثر تأهيلا، القبول في كليةمع معدل منخفض أو مرتفع لايهم، نقل معلمه إلى إي مكان وقبلها قبول توظيفها، وحتى الكتابة في الصحف، كل هذا وغيره كثير تنفع فيه الواسطة، إلا الأمور الأبداعية،الواسطة فيها تضر وكنت اتمني أن تنفع فيها لأننا سنكون ـوقتهاـ في عالم والأخرين في عالم أخر، وقد يستثني أحد ما الكتابة في الصحف لأن فيه شيء من وهم الأبداع،لكنني بكل أمانة أقول أنها كانت كذلك أما منذ فترة غير قصيرة فقد حفلت بل وبالغت في الواسطة، وراجع أغلب مايكتب في الصحف وتذكر حصص أو دروس التعبير التي أخذت بأيدينا لكتابة خطاب أورسالة،
في برامج الحوار الأمريختلف والقدرة الحوارية ياسادة موهبة في الأساس، والموهبة يخصها الخالق سبحانه وتعالي بعض من عبادة، ومن ملامح هذه الموهبة القدرة علي الأنصات وليس تصنعه،المحاور لدينا يكون مشغولا بتحضير السؤال أو إصلاح غترته أثناء إجابة الضيف على سؤال، الكاميرا أصبحت بعيدة وهذه فرصة ولو تكرم المخرج عليه فيمكن أن يذهب إلى أقرب مرآة ليتأكد بنفسه من هندامه،الشكل هنا هوالأساس المضمون ضائع، ومن ملامحها أيضا أن يشعر الضيف أنه صديقك ليبوح لك ولمشاهدي برنامج، والايشعر الضيف أنك أيها المحاور طالب حاجة اليوم أو مستقبلا، حتي تكون هناك علاقة ندية، أما إذا كنت عزيزي المحاور تفكر أثناء الحوار بأعطاء الضيف في نهاية الحوار ورقة صغيرة فيها شيء ما أو توشوش في أذنه وهو في طريقة لسيارته بغرض ما، هنا البرنامج الذي أسميته حوار لايخرج عن (دعوة على مفطح) ولكنها على الهوا··هواك انت فقط·
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط