هل الأكل فعلا على قدر المحبه؟،
وهل يصدق مضيفك عندما يلح عليك طالبا أن تأكل زيادة؟،
من المؤكد أن الناس يختلفون، بعضهم يعني ما يقول وبعض آخر يعد عليك اللقيمات، و لو كان الأكل علي قدر المحبه لمات البعض من الجوع لأنهم لايعرفون كيف يحبون أو لايريدون ،فالمحبه ليست في قاموسهم وهي عطاء وهم يديرن أكبر جامعة للبخل ، قد يكون الأكل على قدر> المخده< وحجمها ونسبة إستخدامها ، أقرب من المحبه ، رغم أن المقصود بالمحبه هو الأرتياح النفسي الذي يفتح الشهية وتزيد الكميه، الدافع لطرق هذا الموضوع سببه تأجيل مؤقت لأستئناف طرح قضية >الزقوم< التي أحدثت صدى طيبا ولازالت التفاعلات >الصريحة< تصل إلكترونيا وفاكسيا وخصوصا أننا في يوم خميس ،
السبب الثاني نقاش تم على عشاء أشار فيه الآكلون إلى ثقافة الأكل لدى بعض المجتمعات العربيه وكيف هي مغروسه ومتواجده في كل تفاصيل حياتهم إلى درجة تحول فيها الأكل إلى محور لهذه الحياة، وهو ما دفعني إلى إسترجاع التغير الذي حصل علي ثقافة الأكل لدينا وهي مختلفة حسب كل منطقة وبشكل متباين أحيانا، لقد تغيرت هذه الثقافة شكلا ففي المدن محل الرصد إتجهت شرائح من المجتمع إلى ترك >المفاطيح< والإتجاه لمايسمى >البوفيه<، لكن العين الشرهه لازالت هي هي، ولازالت الكميات أكبر من الحاجة، وتم إستبدال نقص الكميات عن السابق بالتنويع وهو تنويع لاينم في الغالب عن مراعاة أذواق أو حالات >صحية مثلا< بقدر ماهو تنويع زخرفي بهرجي يحدده عدد الصحون وقائمة الأكل لدى المتعهد، ولاهدف منه سوى ملء العين وإخراس الألسن التي يمتلكها الناس ويخافون منها، لست أرى أن الأكل له علاقة بالمحبة لكن عدم الأكل قد يكون له علاقة بعدم المحبة··· للأكل وأصنافه وليس بالضرورة لصاحبه وطابخة أو >من تكلف به<، بل أن من سيماء المحبة إذا أخذناها بمعناها العميق قلة الأكل لأن الأكل في هذه الحالة يكون معنويا·
الجملة التي نرددها على كل صحن> الأكل على قدر المحبه<، أحد الأدوات الموجهه لنزعاتنا الإستهلاكيه المتسارعة في النمو، فالرجاء التوقف عن إستخدامها ليس بدافع الترشيد فقط ، و تخفيض متوسط نفايات الفرد لدينا ، لا··،بل لأنه لايصح أن يوضع الأستهلاك صفة للمحبة·
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط