“صفط” الوظائف

كتبت هنا عن واقع السعودة وجئت بمثال لشركة مساهمة محترمة أعلنت في صحيفة لبنانية تطلب وظيفة في تخصص متوفر لدى الشباب السعودي، علي أثر ذلك وردتني العديد من المكالمات تبث شكوى البطالة ومعاناة التردد  على الشركات  وسماع العبارة المألوفة : ضع رقم هاتفك وسوف نتصل بك، من بين المتصلين بي أناس لديهم خبرات وشهادات عليا بمعنى أن الأمر لايقتصر على الخريجين الجدد، وكنت أتوقع تفاعلا من الجهات المعنية  وزارة العمل بالذات لتقول لنا ماهي فاعلة؟،وكرة الثلج تكبر وتكبر كل يوم،لكن هذه الوزارة العتيدة لازالت كما كانت رغم أن دورها يزداد أهمية ويفترض انها في الصورة ··داخلها وليست متفرجة·أحد الاصدقاء زودني بصفحة من جريدة أردنية تزخر بإعلانات عن وظائف شاغرة بالعشرات في السعودية بل أن أحد هذه الاعلانات يشترط أن يكون المتقدم حديث التخرج؟، وفي ماذا؟، في إدارة الأعمال وكلياتنا أتخمت   سوق العمل من هذا التخصص· الواقع يقول أن الاعلانات في الصحف المحلية يتم نشرها بعد” طيران “الوظيفة و”صفطها ” لصاحب الحظ السعيد  ،ويقول بعض الباحثين عن عمل أنهم يتصلون في نفس يوم الإعلان ومع ذلك يقال لهم أن الوظيفة طارت!، ألا يعني هذا أنها كانت محجوزة ومؤكد حجزها ومسحوب  “البوردنق”، إذا اردنا ان نغير واقع السعودة فهو في المتناول ،أبسط شيء هو الإلزام بسعودة مدراء الموارد البشرية وشؤون الموظفين ، لأن “البير وغطاه ” تحت أيديهم ،ومثلما يشترط أن يكون أمين الصندوق سعوديا لأنها مسؤلية فيها فلوس ” يجب أن يتم ذلك فيما يتعلق بمدراء شؤون الموظفين لكل منشأة مشتركة في نظام التأمينات الاجتماعية لتطبق  لاحقا على البقية، ومثلما أن هناك سعوديون يعيقون السعودة بقصدأو دون قصد ،ويرحبون بها مادامت بعيدة عنهم ،هناك وافدون لديهم القدرة والسطوة لمثل هذه الإعاقة خاصة اذا ماأعطاهم صاحب الحلال حق التصرف “بالجمل وماحمل”، وأستطاعوا بما إكتسبوه من ثقة وخبرة التأثير على القرار، وزارة العمل مدعوة للنهوض بمهامها وعدم الإستكانة للبيانات الورقية خصوصا بعد ما تكشفت حالات تزوير في البيانات· هل تريدون سماع أخر نكتة··ترشح بالألم··إسمعوا أقصدوا إقرؤا·· فتحت الان مكاتب يديرها آسيويون لتوظيف السعوديين، ويختار هؤلاء أهدافهم بعناية ، فيتصلون على طالب الوظيفة ويشترطون عليه دفع مائة ريال للبحث له عن وظيفة خلال ستة أشهر وبشرط أخر هو أن يدفع لهم أول راتب يستلمه!، هل بعد هذه السطوة من سطوة·

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.