شعللها··شعللها

لم أملك وأنا أسمع طريقة قناة الجزيرة في بث وتغطية خبر شغب بعض العمال  في دولة الكويت  سوى أن أقول : شعللها·· شعللها،
 فقد تذكرت تلك الأغنية الناريةالتي تستفز أي فرقة مطافيء، بالتأكيد أي وسيلة إعلامية تبحث عن الساخن من الاخبار، ولكن الموضوعية في الطرح أمر بالغ الأهمية، خصوصا و في الأمر شمولية الوصول المتاح لقناة مثل الجزيرة ، وخبر مثل ذاك قد يسبب مشكلة أكبر·
الناس تستطيع أن تشم مابين السطور المكتوبة والمبثوثة، ففي صيغة طرح الخبر كثير من “جوالين البنزين” المراد سكبها على الحدث ، وهو حدث  قد يحصل في أي مكان وإن كان سببه في حادث الكويت سبب “هايف “جدا، لكن معظم النار من “هايف” الشرر·
 والاحظ مثل غيري التقصد ومابين الحكي ومابين السطور  الذي نراه ونسمعه في هذه القناة، عندما تطرح موضوعات  تمس بالأخص دول مثل السعودية ومصر والكويت ، ورغم أن هناك دول عربية أخري تموج بالاحداث إلا أنه لايأتي ذكرها إلا في تقارير إيجابية عن الآثار والنشاط السياحي  والحرف اليدوية!،  والسبب لايعلمه الا الله تعالى ثم الراسخون في الإعلام،وهو مايبرر إتهامنا لهذة القناة بالتقصد،والمعيار المزدوج،· لو إستطاعت  هذه القناة التغلب على هذه الفجوة لربما حققت الكثير خاصة، وأنها تطرح نفسها وصية أو مهمومة بالقضايا العربية الحساسة في برامجها الحوارية ،التي تتحول في الغالب  لبرامج مصارعة وجدل يوصل إلي حد القرف، وحتي أكون موضوعيا لابد وأن أشير إلي أن هذه القناة إستطاعت الإستفادة من ضعف القنوات العربية الفضائية الاخرى، والتي ولدت قبلا منها، وحققت النجاح بسبب رداءة تلك القنوات التي تخصصت في  تافه الامور وإنغمست في ما يسمي تجاوزا برامج “النطنطة”،و”الصرمحة” وكانت سباقة في الفوازير والأبازير ولجان الزير ،وسلمت هياكلها البرامجية الى تجار شنطة من ربع  “يابخت من نفع وإستنفع”، فضاعت الهياكل وتساقط لحمها وكثرت الشناط·
 نحن لا “نتشره” علي قناة الجزيرة بل على تلك القنوات التي فاتها القطار وتجلس حاليا أو هي تحاول الركض  لاهثة
على سكة الحديد وغبار القطارالمولي الأدبار يعمي عيونها·

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.