الأخذ بالعطاء

ليس هناك، في تقديري، شعور مماثل للإحساس الذي يجتاحك عندما تأخذ  من خلال العطاء ،ذلك  إشباع  ترتوي به النفس ولايجاريه إشباع أخر، إنه إرتواء لايزول لاينتهي، بل يبقى رصيدا يضاف عليه،رصيد يتحول الى طاقة منتجة دافعة الى الإمام، ليس له علاقة بمبدأ المقايضة·
والوطن بحاجة لأن نعطية ونعطيه، بلا تفكير في جائزة ،ولا إنتظار ثمن···،الوطن منحة من الله تعالى، ويومه الذي يصادف اليوم ··يوم التوحيد، هو مجرد تذكير··والا فالأيام كلها أيام الوطن، يوم نتأمل فيه كيف كانت هذه الارض قبل أن تتوحد على يد الملك عبد العزيز عندما قاد رجال هذه الارض بإيمان صادق فوحد الشتات،وألف القلوب، وأرسى قواعد الامن والاستقرار وشرع في البناء،
   هذا البناء الذي نستظل به بعد الله تعالى، بحاجة لمن يصونه ويحافظ عليه ،إنه أمانة في الاعناق،
والملاحظ أن الظروف الاقتصادية  التي مرت بها المملكة وطالت غالبية البلدان جعلت الهاجس الاقتصادي محور الاهتمام لدي كل فرد وهو أمر مشروع ومطلوب ،لكن مايجب أن نتأني ونفكر فيه هو أن لايتحول هذا الهاجس الى “سعار” وإتجاه محموم للبحث عن المادة بكل الطرق والوسائل المتاحة،وهو أمر يوقع صاحبة في أخطار قد يزينها لنفسه ويورد الاعذار لها،
إن من واجبنا الشرعي قبل الوطني أن نحارب الفساد الإداري بكل الوانه والرشوة ،بكل أصنافها والوانها  وأسمائها،على رأس القائمة ،فلم يكن مجتمعنا يعرف هذه الأفة بكل مافيها من دونية إنحطاط،بل كنا نعتز بقيم  وعادات نضع أيدينا ،الان، على قلوبنا خوفا عليها ، وتكاد القناعة تختفي من قواميسنا ،لتحل المقايضة بدلا عنها ،
فهل نحن لازلنا نحن!؟،
 أم يكاد  بعض منا يتحول الى أناس أخرين· ولأن فينا الخير، ومنا أهل خير وهم كثيرون، فهذه دعوة لذلك البعض الشاذ لوقفة تأمل ومراجعة، وقفة لحساب النفس، إن أجمل هدية نقدمها للوطن الحبيب هي أن نحارب الفساد بجد ودأب قبل أن يستشرى فيصعب إستئصاله، ولنا في مجتمعات أخرى نعرفها حق المعرفة مثال حي لما يمكن أن  نؤول اليه، والحقيقة المرة أن الصعوبات الاقتصادية أ
و التشبع الذي حصل في بعض المرافق كان إمتحانا سقط فيه البعض ،لعلهم  يستيقظون من الدوامة التي افقدتهم صوابهم ·
أجمل هدية للوطن وللمواطن هي أن نجعل من هذا العام ··عاما لمحاربة الفساد بكل وسيلة ولدينا الرغبة والقدرة·
 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.