بطاقة الإتصال “المدفو··ف”

يبدوأن البطاقات  التي نستخدمها  ليست من الجمادات  بل كائن حي عاقل، لكنها عندنا ذات عقل  >لك عليه  < ،لذلك لايستغرب أن يكون فيها بطاقة ذكية وأخرى غبية ، وثالثة >مستهبلة<، ورأس المستهلك عندنا رأس يتيم خصوصابعد أن تبرأ منه والده بالتبني وأعلن ذلك على إستحياء، فلا هو الذي تبرأ منه براءة كاملة وأعلن عن أباه الحقيقي،ولا هو الذي إعترف بأبوته، و فوق هذا لم  يسمح له بإستخراج بطاقة إحوال خاصة به كدليل على بلوغه سن الرشد ليعرف ماله وماعليه وكأن المطلوب بقاءه يتيما ليتيح لآخرين التعلم في رأسه· البطاقات  المالية من أول يوم جلبتها البنوك للبلاد وهي تجرب في ذلك الرأس بنهاياتها الحادة، فدفع المسكين أثمانا لها في حين تقدم مجانا في بلدانها الأصلية ·
بطاقة الإتصال المدفوع نموذج حي لفئة الإستهبال، فهي ترمي تكاليفها إما على الثابت أو على الجوال وتحدد الرسوم التي تعجبها، والأفضل في تقديري أن تسمي الأشياء بالاسماء الدالة عليها ،فتسمى هذه البطاقة بطا قة الإتصال المدفوف أو “المدزوز”، صحيح أنها سميت بالاتصال المدفوع لانها مدفوعة أصلا ودخلت لجيب الإتصالات إتصلت أو لم تتصل، ولكن أصحابها لايعرفون هل دفعوها من جيوبهم أم أنها ستدفع أيضا من جيوب الهواتف المستخدمة،  وزاد الطين بلة  بأن سلمت هذه البطاقة  لشركات غير مؤهلة تعلمت في رؤوس المحتاجين لخدماتها،
  الخلل الذي أصاب هذه البطاقة، يشير فيما يشير إليه   لشرائح من الناس تعودت أن  ترمي بلاويها على الأخرين، مثلما يفعل المكفول بالكفيل  المالي،
 والخوف أن تكون عدوى البنوك أصابت الإتصالات فإستحلت إجبار الناس على الدفع المركب على وزن الفوائد المركبة التي “تلهطها” البنوك من عباد الله المساكين عندما تقرضهم بقوارضها الحادة، وكل يوم تعلن الإتصالات عن خدمة جديدة في سعيها لتطوير خدماتها وإن كنت أرى أنه من الأولى أن تجود وتحسن ما لديها من خدمات أولا ثم تقدم الجديد، والإستهبال ذكاء منحرف لذلك لابد من تشخيص حالة بطاقة الإتصال “المدفوف” لدى أخصائي علاج نفسي، فقد تكون  أصيبت  في عقلها وصدقت نفسها أنها لاتختلف عن الهاتف الجوال، لانها متجولة في جيب المستهلك ولابد أن تعامل مثل الجوال في الرسوم وحتى التعثر·

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.