جحا في هذه الحكاية التي يعرفها بعضكم،هو جحا الحكيم وليس جحا الساذج المغفل،
المشهد الأول يسير جحا راكبا حماره،ومعه أبنه الصغير يقود الحمار وفي طريقهما يمران بمجموعة من الناس في > عاير< ما··· يتوقع أنه >من عوايرنا<، فيتصايح هؤلاء القوم أنظروا إلي هذا الرجل قاسي القلب يركب الحمار ويترك الصغير المسكين يمشي علي رجليه، يسمع جحا كلام الناس فيترجل عن حماره و يقوم بإركاب إبنه علي> صهوة< فيما يتولى هو بنفسه قيادة الحمار راجلا، يمر الأب وإبنه بمجموعة أخرى من البشر، قد تكون نفس المجموعة الأولى، فيقول أحدهم أنظرو لهذا الولد العاق يركب الحمار ويترك والده الشيخ يمشي على قدميه أين البر بالوالدين؟···، يسمع جحا كلام الناس ،يفكر في المسأله ويتكل على الله تعالى ثم يقرر الركوب مع إبنه على ظهر الحمار، فيتجاوزان مجموعة ثالثة من الناس، ويعلق أحد أفرادها متذمرا من سوء التعامل مع الحيوانات المسكينة وعدم رحمتها ممن يمتلكونها ويشير الى جحا وإبنة وكيف يثقلان ظهر الحمارالمسكين من دون رأفة أو رحمة، يسمع جحا الكلام فيقرر أن يترجل هو وإبنه من على ظهر الحمار ويمشيان سويا، يمر الثلاثة جحا وإبنه والحمار بمجموعة رابعة فيتضاحك أفرادها على هذان المغفلان اللذان يمشيان على أقدامهما ومعهما حمار لايركبانه، تنتهي القصة هنا ، وكان من الممكن أن يمر جحا وإبنه بمجموعة خامسه وهما ··،بعد هذه الملاحظات،يحملان الحمار على أكتافهما، ولن تنتهي تعليقات الناس وسخريتهم، وجحا هنا لايعلق فالحكاية تخاطب عقلك وتدفعك لإستخلاص النتائج التي تتلخص في مقولة إرضاء الناس غاية لاتدرك، ولو إستشارني جحا لنصحته بدعوة كل أولئك المعلقين الذين لايرضيهم وضع مهما كان··يدعوهم إلي طعام العشاء ويذبح الحمار لهم ويطعمهم إياه،ويصورهم بالفيديو في هذا الوضع سوف يثنى الجميع على أخلاقه وصفاتة الجمه وعندما ينتهون يخبرهم بالأمر، ومشكلة جحا هي مشكلة غالبيتنا فهو إستمع لكلام الناس ولم ينظر إلى طريقة وغايته فكان ما كان، لكن معضلة جحا تهون فتصوروا أن تكون هذه الاراء المتعارضة للمجموعات الخمس مختزلة في شخص واحد مطلوب من جحا أن يتعامل معه اليست هذه هي الكارثة·
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط