المطر الزيتي

قبيل آذان المغرب يوم الجمعة الماضي تحولت شوارع الرياض إلى ساحات لتزلج السيارات، والسبب هطول مطر··هتان، والهتان يحتاج إلى وقت ومزاج ونحن مستعجلون خصوصا في ثاني أيام الشهر الكريم ··،صارت السيارات أشبه بحبوب لعبة “الكيرم” يتم تقاذفها على سطح خشبي مبودر، وخلال دقائق ، لم أستطع إحصاء عدد الحوادث بسبب التزحلق ، وكلما تركت طريقا لأن  حادثا أقفله وسلكت أخر وجدت حادثا جديدا، وكأن وباءا أصاب الناس و السيارات أو كأن السماء تمطر زيتا ، ولأننا لا نعرف من الإحصاء إلا إسمه فلن نستطيع معرفة الخسائر التي تسبب بها المطر الجميل ، في الحقيقة المطر لم يتسبب في شيء نحن من تسبب بذلك أولا أن المطر  كان هتانا خفيفا لذيذا يحتاج إلى بعض الوقت ليغسل الشوارع من الغبار والعوالق  ، ولم نعطه فرصه رغم أ المثل يقول” أعط الحر فرصه “،ثانيا أن شوارعنا خصوصا في الرياض ناعمة الملمس إلى درجة عجيبة رغم أن متطلبات السلامه تحتم شيئا من الخشونة فيها، ولست أعرف سببا لذلك فهل  المسفلتون أو المزفتون هم في الحقيقة” مليسين” سابقين على اللمبه، النعومه هي المحدد الأول لجودة عملهم،  أم أنهم تأثروا بواجهات الرخام الأبيض الأملس وقرروا أن يكون على الأرض رخام أملس أسود لأننا بالأبيض والأسود” الرجال لدينا يلبسون أبيض والنساء يرتدين الأسود” ، لماذا إسفلتنا ناعم إلى هذا الحد هل هو عطش للنعومة أم أنهم يختبرونه بالخد وهو على الخد·
ورش الصيانة هي المستفيد الأول و”حوادث قوم عند قوم مصادر دخل”، لكن من شاهد فلم الكرتون الذي شاهدته يوم الجمعة وسبق وكنت من أبطاله في مطر سابق، يصاب بالدوار فلو قيل للناس قبل يوم  أن هناك مطر وإنتبهوا ياجماعة الربع وإعتبرت هذه مسابقة من ضمن المسابقات لإنخفضت تلك الحوادث والأضرار ويقولون أن عندنا أرصاد، لماذا الإسفلت ناعم؟، ولماذا لم يحذر ويذكر الناس من أخطار القيادة في بداية هطول المطر علي أرض جافة مغبرة ؟
في الحقيقة هذه أسئلة لامعني لها ولاقيمة ، لأنه إذا وقع الحادث فمعروف أن الخطا من السائق المسرع  المتهور حتى ولو كان واقفا عند الإشارة· فالاسفلت سيبقى ناعم لان السائقين هم السبب  الرئيسي بل الوحيد للحوادث ،” وذنبهم على سياراتهم”·

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.