حصاد الزلزال العربي

كان الفساد هو الأرض الخصبة لموجات «الزلزال» العربي، أزهر ما اتخذ اسم «الربيع العربي» شعاراً في بلاد أخرى غير عربية، هيمنة وتدخلات وصفقات أسلحة ومافيات تهجير بشر، ترك للعرب حرائق ودمار مع تلهف للبحث عن ملاذ آمن، بقي الفساد وربما زاد.

لم يكن سبب خروج الجماهير في دول الربيع العربي إلى الميادين بحثاً عن السلطة أو منافسة عليها، بل كان تعبيراً عن سخط من الحالة الاقتصادية والاجتماعية البائسة وسببها الرئيس فساد سياسي اقتصادي، هذا الزواج المدمر بين السلطة والمال هو ما فجر بركان تأجج تحت السطح لعقود، كانت لحظة انطلاق الحشود محاولة للتعديل والتصحيح، أصوات بلغة الأجساد، لكن بعد تكامل الاحتشاد ظهرت كثير من القوى الأكثر تنظيماً من حشود عفوية لتستغل الموجه للصعود على ظهرها. تطور الأمر إلى صراع على السلطة لأجل السلطة مع الأغلفة اللامعة لشعارات من الحرية والديموقراطية والحقوق استخدمت وتستخدم فهي شعارات صالحة لكل زمان ومكان، وبعد سنوات الدمار المخيفة هذه، بقي الفساد وتجذر أكثر، فلا التجريب الأميركي في رؤوس العراقيين أفلح في حد أدنى من الحياة الكريمة للمواطن العراقي، ولا الزلزال العربي الذي تم استغلاله حقق نتيجة سوى الخراب للإنسان.

من أهم النتائج على المدى المتوسط والطويل أن الشعوب العربية تسيست أكثر وتحزبت أكثر، وهو ما ينذر باستمرار الصراعات السياسية الدموية على السلطة في العالم العربي إلى أمد غير معلوم، مع مزيد من التدخلات الأجنبية نتيجة للتشظي والاستقطاب.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.