تابلاين الشمال والمواصلات

من ضمن الحظ القليل الذي حصل عليه شمال الوطن كان خط التابلاين، وأي منصف يعلم أن الشمال غير محظوظ لذلك اقترب كثير من أهله مع دول الجوار لأسباب عديدة من أهمها الحاجة والاضطرار والقرب الجغرافي، ولو ذهبت إلى بعض أجزائه لوجدت تأثيراً لثقافة وعادات الجوار على أهله، وأهل الشمال على سبيل المثال إذا دعتهم الحاجة إلى مستشفى متخصص يقصدون الأردن، هذه مقدمة لابد منها تعطي لمحة عن معيشة ناسنا هناك، لكن هذا الجزء اليسير من الحظ أي خط التابلاين سيقفل فقد قررت شركة أرامكو إقفاله إلى أجل غير مسمى مبررة هذا الإجراء بعدم الجدوى الاقتصادية، ولم تشرح لنا أرامكو حيثيات هذه الجدوى التي تبدلت فجأة وأصبحت غير مجدية، وأمامي رسالة من المهندس سلمان الباز يشكك فيها في حقيقة عذر الجدوى ويشير من واقع دراسته وخبرته إلى أن جدوى النقل بالأنابيب لا تقارن بالخيار الجديد لأرامكو وهو الشاحنات، أرامكو إذن مطالبة بشرح الأسباب وعدم الاعتذار بالجدوى من دون تقديم تفاصيل تتحدث عن المتغيرات التي قلبت الجدوى!؟، هذا جانب والجانب الآخر أن لهذا الخط دوراً تاريخياً تنموياً ولا زال في حياة أهل الشمال وكان من المتوقع تطويره بدلاً من اقفاله، والجدوى الاقتصادية لا تحسب بخفض التكلفة وزيادة العائد فقط “اللهم إلاّ لدى بعض المستثمرين!!”، فلها جوانب عديدة منها الاجتماعي والبيئي وجانب السلامة ونحن هنا نتحدث مع شركة أرامكو ونشاطها لا ينحصر في استخراج وتصدير النفط وتكريره فلها دور اجتماعي وتنموي لا ينكر ومطلوب أن يتوسع لا أن يقفل بعض أجزائه، وأثر استبدال نقل قرابة 350ألف برميل يومياً من الأنابيب إلى الشاحنات لن يكون أمراً سهلاً، ليس فقط في جانب فقد الوظائف والهجرة بحثاً عن عمل بل أيضاً على شبكة الطرق المتهالكة والمهلكة لمستخدميها، الأعجب من هذا أن وزارة المواصلات لم تعلق على الموضوع وكأنه لا يعنيها في حين أن وزير المواصلات يبرر رداءة الاسفلت بأسباب من بينها الشاحنات وإطارات السيارات “كأن الاسفلت فرش للمشي!”، وفي الخبر أن المواصلات تخصص سبعمائة مليون ريال للصيانة العادية والوقائية، فإذا كانت المواصلات تبرئ المقاولين من رداءة الاسفلت وتتهم الشاحنات والسيارات فلم لم يكن لها تعليق ورأي فيما ذهبت إليه أرامكو!؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.