على الورق نحن في بداية فصل الربيع واقعيا نحن نعيش في فصل أخر إسمه فصل الغبار، ومن نعم الله تعالى علينا أن رزقنا برشات من المطر يوم أمس في الرياض ليخفف عنا جفاف وخنق الغبارلنا ويعيد لنا شيء من روح الربيع ·
لكن الغبار مستمر معنا بعضه لم نعد نراه من فرط تعودنا عليه، والأخر يظهر كالطوفان في مواسم فصلية، يسمية البعض منا >العج<، وهو يجعل الإنسان يرتج ويفكر بأن يهج إلى أي مكان يجد فيه هواء نظيف فإذا إقترن الحر مع الغبار تضاعف شعور الإكتئاب والإنغلاق وإذا كان الإنسان مصابا بالربو أو الحساسية فهو يعيش أوقاتا عصيبة لايعلمها إلا الله تعالى،
الإختراع الوحيد الذي إبتكرناه لمواجهة الغبار هو> اللطمة< ولم نستطع أن نطور هذا الإبتكار مع العلم أنه مسجل بإسم أجدادنا وليس لنا من حسنة سوى تقليدهم، وإذا أخذنا في الأعتبار أننا مستهلكون للفلاتر ومانعات التسرب التي توضع في الأجهزة والأبواب والنوافذ لتحد من تسرب الغبار،وضممناها ل ··>لطمة< الغترة والشماغ فأننا نلاحظ أنها إجراءات دفاعية ، ورغم أنه لايمكن تقدير الخسائر الأقتصادية التي تصيبنا ،إلا أنه يمكن الجزم بأنها ضخمة على الصحة وعلى الأجهزة وتراجع عمرها الأفتراضي إلى أدني حد،
لماذا لانقوم بهجوم على الغبار؟،بدلا من الإجراءات الدفاعية، فعلى رغم إهتمامنا الأعلامي بالبىئة وحمايتها من التلوث لم يستدعي الغبار إهتمام أحد اللهم إلا الفلكيين الذين يقولن لنا إذا وصل الغبار، من نقله لنا وعن أي طريق وماإذا كان قد وصل مباشرا أو ترانزيت· مراكز البحوث المنتشرة في جامعاتنا حسب علمي لم تقدم لنا شيئا في هذا الخصوص وكأن الأمر عادى وجزء من البيئة ،ولعل بعضكم يتذكر أنه كان هناك مركز يقال له مركز بحوث الصحراء أو التصحر في جامعة الملك سعود، ولست أعلم هل لازال موجودا أم لا؟، لأن الوجود يعرف بالحركة والنبض هل قام هذا المركز ببحث واحد عن هذ الموضع ؟،أقصد بحث مفيد، وماذا عن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية قد يقول قائل أنها مشغولة بحراسةالمرمي في الأنترنت ، ولكن هذا الوضع الغباري قبل هطول الأنترنت علينا، إذا هي مشغولة بتسجيل براءات الأختراعات فالقائمة طويلة جدا حتى أن الدول المتقدمة يكاد يصيبها الفزع منا·
لاأتوقع من أحد مراكز البحوث لدينا أي أنجاز يحد من الغبار ويهاجمه في عقر داره والسبب، أنني لاأتذكر بحثا أنتج شيئا يلامس إحتياجات الناس، ولأن الرياض المنطقة من أكثر مناطق بلادنا تأثرا بالغبار فإنني أقترح أن تنشأ جائزة سنوية تقدم لأي بحث أو إبتكار جديد غير مكلف يحد من الغبار بشكل عملي ويقلل من هجومه على المدن والأرياف، والأمل بعد الله عز وجل في أمير الرياض وإبنها البار سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز في بعث هذه الفكرة للواقع لعلها تنتج شيئا يعيد الصفاء لأجوائنا ·
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط