غرور المنصب 2من2

هل  فقدت أصدقاء كثرا بعد خروجك من المنصب؟
 يقول المثل الشعبي ” من حبك على شيء أبغضك على فقده “، هل هناك أبلغ من هذا المثل الموجع  في تسليط الضوء على  الصداقات المرتبطة بالمصالح ، حتي الرجل الذي يحب إمرأة لجمالها فقط سيتعود هذا الجمال بعد فترة أو يلاحظ إضمحلاله، فإذا لم يتطور هذا الحب سوف تصبح إمرأة بغيضة في عينه وستحل بدلا عنها “نمونة “جديدة، إذا كنت صاحب منصب وذهب  مع الريح ،لابد أنك تتذكر من  تقرب منك بعد شغرك إياه، وإبتعدك عنك بعد خروجك، ولكنك تظلم نفسك وتظلمه إذا كنت لاتفرق بين الصديق وصاحب الحاجة ، الصداقة تعبير عن الحب بمعناه النبيل وإرتباطها بشيء يزول أسرع منك، يفقدها ذاك النبل وتخضع عندها لقانون العرض والطلب، من الطبيعي أن يهجرك الكثرة من الناس وتخفت الأضواء عنك ويقل عدد السائلين عن أحوالك ، وأنت الذي كنت لاتستطيع الرد على تلك الأسئلة من كثرتها والدعوات لتضاربها، لايمكن لك إذا كنت في منصب أو خارجة أن تطالب الناس بأكثر من طاقاتها ،لكل إنسان “طبلون” مثل السيارة تماما لايمكن محاولة قيادة سيارة بسرعة 150كم في الساعة وطبلونها100كم فقط، المعني، لابد أن تكون خبيرا في الطبلونات،ولاتتوقع منها أكثرمن  قدراتها، ولاتنسي أنك أنت من ركب السيارة،أنت من إختار، لكن هذا لايعني أن كل من يقترب منك لغرض لايمكن أن يكون صديقا، الوفاء لازال موجودا والإمتنان تجده عند عديد من الناس، لكنك في المنصب تخلط الأمور أو تختلط عليك ، وتسمع وتصدق مايعجبك ،هي النفس البشرية بضعفها وهشاشتها،  ولو حاولت قبل إنصراف الناس عنك أن تكون موضوعيا مع نفسك  لما تفاجأت بالوحدة،وفقدان الخل الوفي، لو تذكرت على الكرسي أن الذي لايضع سقفا علويا في الاشادة والمديح لشخصك  قد لايكون لديه حدا سفليا لإنتقاصك  عندما لايصبح بين يديك شيء يطمع فيه ،  لكان مديحة وتقربه  جرس إنذار يقي نفسك من دوامة الإكتئاب  والصدمات ·الشيء الذي يحبك عليه الناس هو الذي يحدد هل هم أصدقاء أم صنف أخر، وهو الذي يشير الى طبلون كل شخص وطول الرحلة التي يتحملها معك، أيضا للحديث صلة·

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.