قبل أن تختار الرياض عاصمة للثقافة العربية لهذا العام فقد كانت ولاتزال عاصمة للتضامن الإسلامي والعربي وشكلت الجدار الذي يستند إليه إسلاميا وعربيا، ولم تبخل الرياض فكانت العاصمة الأولى للدعم السياسي والإقتصادي وكان هذا الدعم حجر الزاوية الذي شيد عليه مواجهة كثير من القضايا التي شكلت هاجسا للأمة منذ إبتلاع فلسطين مرورا بحرب رمضان وتحرير دولة الكويت، والرياض كانت ولاتزال عاصمة للمصالحات الإسلامية و العربية، فقد دأبت على إيجاد الساحة والمناخات الملائمة للتغلب على الخلافات والنزاعات، وبذلت في هذا الصدد جهودا لايستهان بها في لإيجاد أرضيةإسلامية وعربية مشتركة من دون أغراض خاصة وبعيدا عن أي مصالح ضيقة، و إبرزت النتا ئج أن هذه الرؤية الشامله والمسؤولة هي الروية الصحيحة، لاأتصور أن في إختيار الرياض عاصمةة أمر جديد فهي عاصمة العرب ،والظل الذي يلجأون في الملمات بعد الله تعالى، والرياض نموذج للمدن السعودية قدوتها وقائدتها، وهي أيضا عاصمة للإنسانية، ولاينحصر الأمر في هذا الجانب على التفاعل مع القضايا الأنسانية في البلدان الشقيقة و الصديقة التي تتعرض للعدوان أو الكوارث بل هي ملجأ كفل العيش الكريم على مر الزمن لأرقام لايمكن أن أحصر ها من الشخصيات الذين حرمتهم أنظمة بلدانهم من العيش الكريم فيها لأي سبب كان ، وأعطت الرياض درسا بليغا للأخرين في عدم إستغلال هؤلاء ، بقي أن تكتشف الرياض ثرائها الثقافي بكل أوجهه الفريدة، وبزخم سجله الحافل وتعيد ترتيب أوراقها ضمن رؤية ثقافية شاملة لتضع نفسها في الموقع الحقيقي لها في ذهنية كل فرد عربي ومسلم ، رؤية لاتسمح للمزايدين بالعبث بكل تلك الجهود التاريخية، أن حضور الرياض الثقافي المؤثر إسلاميا وعربيا لايتناسب مع حقيقة الدورالكبير الذي قامت وتقوم به عاصمة المملكة في تلك المساحة من العالم، وهو ما نأمل أن نخرج بأطارله هذا العام الذي نتفاعل فيه مع عاصمة الثقافة العربية ·
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط