مشكلة النجاح

يواجه طاقم طاش ما طاش ممثلا بدرجة رئيسية بالفنانين ناصر القصبي وعبد الله السدحان هجوما على مختلف الجبهات، وكل جبهة لها أسبابها  ومنطلقاتها، وليس بالضرورة أن تكون منطلقات فنية،وأصبحت الحلقات مثل مباريات كرة القدم فهي محل إختلاف دائم بين المشجعين وأصبح متاحا لمن يريد ،أيا كان، الكتابة عن مستوى العمل بعيدا عن خلفيته وتجربته،·· لماذا ؟، هل هي ضريبة النجاح؟، هذا هوالجواب السهل للسؤال الصعب· الحقيقة تقول أن طاش ماطاش عمل ناجح وإستمراره لمدة سبع سنوات دليل قوي على هذه النتيجة، وقدرته على الوصول للناس والتعبير عنهم إلي درجة مشاركتهم فيه بالرأي المكتوب أو الشفهي هو دليل أخر ، وليس هناك نجاح كامل،  ويكفي طاش ماطاش أنه “سعْود” أهم فترة بث في التلفزيون، بالطاقم والإنتاج وقبل ذلك بالموضوعات المطروحة·· فما الذي جرى لتنقلب المسائل!؟ · مشكلة طاش  أنه ليس فريق كرة قدم وإلا لتم طرد المدرب وأمتص غضب الغاضبين كما تفعل بعض الأندية، ومشكلة ماطاش ما لمحت إليه الزميلة بدرية البشر في جريدة الرياض ، من أن المشاهدين يعتبرونه “حقهم” ، الايعتبر هذا نجاحا!،ومشكلته  أنه على شكل حلقات  مما يتطلب مجهودا مضاعفا فكل حلقة فكرة جديدة، والأفكار التي تصلح للتنفيذ بظروفنا المعروفة ليس سهلة كما يتصور البعض، والنجاح في حد ذاته مشكلة فهو عبء إضافي لمن يريد تجاوزه، العجيب أن الناس الذين يسهل عليهم المديح هم  من يسهل عليهم الإنتقاد ومثلما يكونون  مغدقين في الأول يقذعون في الثاني ،والحذر من الأول يريح من نتائج الثاني، وهو ما كنت أحاول في فترة مضت أن أوصله  لطاش ،الأمل أن لايتسرب الإحباط للفنانين ناصر وعبد الله، فهما ساهما في نقل معاناة الناس وعريا كثيرا من مشاكلنا منقولة على الشاشة، وهي أوسمة على صدورهم وجعلتهم من الناس بل ومن نخبهم ومعبرين عنهم، ولديهم من التجربة ما يطمئنني على قدرتهما  في فرز مايقال وأخذ الصالح ونبذ الطالح، ولست مع أحدهما عندما قال في مقابلة صحفية أن هناك أعمالا أخرى لاتنتقد مثلما ينتقد طاش،لأن قرب هذه الحلقات من الناس جعلهم يدلون “بسطولهم” وهي كثيرة ومختلفة المقاسات ، و السبب في إعتقادي أن الناس يتوقعون منهما الكثير والأفضل على إعتبار أنهما من القادرين على ذلك وهذا من حقهم ،اليس هو “حقهم”!·

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.