عبدالعزيز مشري

كان عبدالعزيز مشري ولايزال نموذجا لعطاء دافعه الحب،  وعندما يكون الحب دافعا ومحركا فلايمكن لأي سد الوقوف أمام تدفق شلالاته،
ورغم المرض الذي كتب عليه وشاركه دقائق حياته واضعا بصماته في كل ناحية منه، رغم ذلك المرض بل الأمراض التي إنتخبت جسد عبدالعزيز مشري وتسلطت عليه ودمرته وحرمته من حرية الحركة  وقيدت حيويته،  إلا أن روحه الوثابه ضربت لنا أمثلة في العطاء ،
أعطى عبدالعزيز بزخم وقرن ذلك العطاء بقليل من الكلام ، متجاوزا زخرف الظهور والادعاء، ومثلما كان عطاء عبد العزيز  يضفي البهجة على أنفسنا ويفرحنا كنا نخجل منها ومن مواجهتها، فهذا الرجل المبتلى بصحته  كان يقدم درسا لكل  ذا إرادة ضعيفة وكل  متعلق بأعذار واهيه  يستر بها عجزه  عن تقديم ما يستطيع  أو ما يقول أنه يستطيع تقديمه·
ولو قارنت بين عبدالعزيز مشري وبعض الذين يتسيدون شاشة  الثقافة لدينا وينظرون فيها ولها وعنها  لعرفت قيمته، 
الأصرار  المقرون بالصدق الذي عرْفنا بعبد العزيز مشري وعرفناه به، هو ما أوصله لنا وهو ما هدم أسوار جزرنا التي تنئ بنا عن بعضنا البعض،
فعرفناه قبل أن نتعرف عليه،
وأحسسنا به قبل أن نلتقيه،
عبد العزيز مشري  الإنسان  المقبل على الحياة الهاربة منه·· أقبال المحب الوله، هو الباقي في أفئدتنا ، وهوالذي صنع كل هذا الفيض من مشاعر الوسط الذي إنتمي إليه وكان من الوانه المتفردة التي ميزته،
لا تكفي برقيات التعازي من جمعية الثقافة والأندية الأدبيه،إن إعادة طبع ونشر عطاء عبد العزيز مشري هو أقل القليل الذي يقدم له وقبل هذا وبعده الدعوة له بالرحمة  والمغفرة··
 اللهم لاتحرمه من أجر ماأبتلي به ·

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.