فاشوش الصفرين

مرت أصفار العام 2000 كنسمة باردة حتى الآن، وإتضح أن  الأمر تهويل في تسويق وأن المستفيدين كانوا من الكمبيوتريون والمبرمجين، والشركات المصنعة للأجهزة التي نفضت الغبار عن مستودعاتها وقطع غيارها، من المتوقع أن تشهد ميزانياتها أرباحا كبيرة ، والمثير للدهشة أنه لم يحدث أي مشكلة حتى الأن اللهم إلا تعطل سيارة أحد الزملاء  بعد منتصف الليل بقليل، وهو ما يبعث الشك في مدى  مصداقية  التحذيرات التي أطلقت، وتكلفت بعض الشركات الملايين  بسبب الصفرين ، ولم نسمع حتى الآن عن أحد أخفق الكل مرت عليه الأصفار بسلام ، وإذا كانت التحذيرات غير صادقة ولها أهداف ربحية فهي قد إنطلت على الكل من دون إستثناء والسبب علاقة الكل بالكمبيوتر الجهاز فمن الواضح أن لاأحد يعرفه بالتمام والكمال ،اللهم إلا مروج التحذير الصفري إذا كان متعمدا إطلاق تحذير كاذب، وقد يكون هو الأخر لايعرف الجهاز بشكل تام ومن باب إبراء الذمة أطلق التحذير، عدم حدوث مشاكل خفف من الإثارة التي كانت متوقعة وإستبدلت لدي بعض الدول بالألعاب النارية، لكن الحقيقة التي  لايمكن أن تخطئها العين ولا الأذن هي سيادة التاريخ الجريجوري على العالم وسيادة  الغرب وأبناءه على التقنية ومعها العالم أيضا رضينا أم لم نرضى، هذه هي الحقيقة المرة، والدليل هو هوس البشر من كل الأعراق والمشارب بدخول هذا العام · وهو دليل أيضا على هشاشة هذا العالم  وكأنه بالفعل عالم من ورق ومصدر قوته هو مصدر ضعفه·
العام 2000 عام مثقل بالأصفار، لعله لايحمل نتائج تعد  بالاصفار أيضا، الآمال كثيرة وعديدة في أن نتوقف عن سماع أشياء  من  ” تعثر مرور مكالمتك”   إلى قضية الشرق الأوسط ، ولعل التعاون الذي ساد العالم في مواجهة مخاوف علة الصفرين  يستمر ويشمل أمورا أخرى·

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.