للمرة الثانية خرج وفد حكومة إيران من اجتماع مع وزارة الحج السعودية، ولم يعد حتى هذه اللحظة.
يرفض الوفد الإيراني توقيع محضر وقعته كل الدول لتنظيم حج مواطنيها للموسم الحالي، ومن المتوقع أن يعود الوفد الإيراني ويماطل مرة أخرى، لأن الهدف الإستراتيجي لحكومة طهران من مشاركة مواطنين – منهم حجاج ومنهم حرس ثوري واستخبارات – هو استغلال موسم الحج سياسياً وإعلامياً.
الآن يقوم إعلام طهران الموجّه باستغلال عدم توقيع وفده، محاولاً تصوير ذلك أنه «منع» من الحكومة السعودية لحجاج إيران، ويجتهد الملالي في طهران في خطب حول هذه القضية، لشحن الجمهور الإيراني ووسائل الإعلام العالمية.
إن منع حكومة الملالي في طهران من استغلال تجمع ملايين المسلمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة هو هزيمة كبرى لها، فهي تتعيش على تسيير المظاهرات وإحداث الشغب مع لافتات سياسية، ولا يعنيها ماذا سيحدث للحجاج، سواء من الإيرانيين أو غيرهم، لذلك فإن الإصرار على منع كل أشكال الاستغلال السياسي لمناسك الحج والعمرة ومنع التجمعات بأي صورة ضرورة لا يصح التنازل عن جزء يسير منها، فهو لأمن الحج وملايين الحجاج، وأيضاً لنزع سلاح إعلامي سياسي تستخدمه حكومة إيران كل موسم إسلامياً وداخلياً.
في الداخل الإيراني ومنذ استيلاء الملالي على السلطة استطاعوا تطويع استخدام التظاهرات والحشود في اتجاه مصالح النظام، لذلك فهي من الأدوات الرئيسة لسياسات طهران في داخل إيران وفي خارجها.
إن حضور منظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي في المشهد «التفاوضي» أو على هامشه يحقق فوائد، وكل الدول المشاركة في موسم الحج تهمها سلامة مواطنيها وأداؤهم المناسك بأمن وسهولة، وفي هذا فرصة لتجريم استخدام حكومة إيران للحشود و «المدنيين» والميليشيات بثياب الحج في إحداث قلاقل أمنية وشغب في مناسبة دينية، وهو يفتح الباب على تجريم استخدام إيران «للسياحة» الدينية لمواطنيها في مختلف الدول.
هناك فرضية يجب أخذها في الاعتبار، وهو استخدام حكومة طهران جنسيات أخرى عربية، خصوصاً من العراقيين أو اللبنانيين أو الحوثيين، وكل متابع يتذكر اجتياح نصف مليون إيراني الحدود العراقية ودخولهم «تحت غطاء السياحة الدينية» من دون أوراق ثبوتية، واستغلال الآلاف من هؤلاء بتزوير أوراقهم الثبوتية بجنسية عراقية في موسم الحج، مع حكومة عميلة في بغداد مخترقة حد العظم من ميليشيات إيرانية، وهي فرضية طرحها أحد الإخوة في حساب على «تويتر».
استخدمت إيران اليمني الحوثي والعفاشي، واستخدمت الطائفي العراقي، واللبناني والبحريني، ومن مختلف الجنسيات «العربية» والإسلامية، في حربها الهادفة إلى الهيمنة على العالم العربي والإسلامي، لذلك فإن استخدامهم في الشغب لإحداث قلاقل أمنية لإحراج الحكومة السعودية أمر لا يستبعد.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط