تتجاور في صحافتنا التهاني بالعيد والمناسبات السعيدة مع التعازي ، ولكنها ليست تعازي عادية بل معظمها تحفل بالعبارة المسببه للوفاة··· “إثر حادث أليم”، وغالبية هذه الحوادث هي حوادث سير ، ليست لدي إحصائية عن عدد الحوادث في الإجازة داخل المدن أو خارجها لكنني أعتقد أنها كبيرة و الملاحظ أن الوفيات فيها والإصابات الخطرة واضحة وأن الشباب يشكلون معظم الضحايا ، ومن المحزن أن يصاب الناس ومما يزيد في الآسى إصابتهم في يوم فرحهم·
أحد الأخوة الزملاء الأن يرقد على السرير في العناية المركزة بسبب حادث مروري وقع له وهو يقوم بواجبه مساء يوم الإحتفال بالعيد، وغيره كثير أعادهم الله تعالي بمنه وكرمه إلي أهليهم سالمين·
كأننا إستسلمنا لهذه الحوادث وأصبحت جزءا من روتين حياتنا، ولعل الأجهزة الامنية لم تصب بالتبلد الذي حصل لنا فنحن نمر على الحادث ونتطاول برقابنا لمشاهدة آثاره ثم ننساه بعد ثواني من غيابه عن أعيننا ،ولو قام جهاز الأمن بعمل مسح جغرافي لمواقع الحوادث لوجد أنها ،خصوصا داخل المدن، تتمركز في مواقع معينة وفي أضعف الأحوال تتكاثر في هذه المواقع مما يستدعي إجراءا معينا، يخفف من وقوعها، ومن الملاحظ عدم إهتمام شركات الصيانة التي تنشط في صيانة الطرق أثناء الإجازات في وضع اللوحات التحذيزية المناسبة والواضحة ليلا ونهار، وكدليل على الإهمال والتهاون في هذا الأمر فإن جهات الصيانة تلك تضع عاملا يلوح بخرقة قماش للسيارات ليلا ليبعدها عن مواقع العمل، وبعده تأتي إشارات التحذير وغالبا ما تكون في وضع تعس، ليس هناك رقابة على تلك الممارسات أو هو تهاون يشابه تهاوننا مع تكرار الحوادث، وتعودنا عليها، فهل حياة العامل الحامل لخرقة يبعد بها السيارت في طريق سريع رخيصة إلي هذا الحد وماهو ذنب السائقين الذين يفاجأون به ليلا فيحيدون عنه ليصطدموا بسيارة أخرى، ويتهم التهور بأنه سبب الحادث، هو التهور فعلا ولكن تهور من؟، هل دية العامل أرخص من إضاءات التحذير أم لأن السائق هو من سيدفع ثمنها؟، لماذا لاتجبر جهات الصيانة بمواصفات سلامة محددة ويراقب تنفيذها ولماذا عمال الصيانة لدينا هم الوحيدين في العالم الذين لايلزمون بلبس ملابس عاكسة نهارا وليلا، هناك تهاون بالفعل ··،لكنه لاينصب ويقع سوى على رأس السائق فقط ، وكأن رؤوس المقاولين والمراقبين التي تركض وراء المستخلص أو الراتب بريئة ···فقط لأنها بعيدة وقت وقوع الحادث·
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط