تعلمت من صديق أن أحتفظ بقارورة الماء إذا بقي فيها شيء منه، أحملها معي لحين الحاجة، في كثير من الأحيان تفتح علبة ماء وأنت تقود السيارة، أو في مناسبة تروي ظمأك ويتبقى منها قليل أو كثير، إذا وضعتها في السيارة – وهو ما يفعله الغالبية – ستفسد بفعل الحرارة وأشعة الشمس ثم يكون مصيرها حاوية النفايات، إذا تركتها في مكانها في المطعم أو في ندوة بصالة فندق سترمى أيضاً في النفايات. استخدام قوارير المياه المعبأة صغيرة الحجم ارتفع بشكل كبير لم أتوصل إلى إحصاء عنه، لكننا لن نختلف على أمر مشاهد، الفاقد هنا كبير جداً من المياه والمال أيضاً وتضخم للنفايات.
والمسألة في تعويد النفس ولا يعنيك كلام أناس ما دمت مقتنعاً بأن ما تفعله هو الصحيح لحفظ هذه النعمة، ثم إنك في حاجة إلى شرب الكثير من الماء في الجو الحار.
تحرص إدارات بعض المطاعم والمقاهي على توفير علب مياه كبيرة فقط تكفي لأشخاص عدة، بينما لا تتوفر لديها عبوات صغيرة حتى ولو كان الزبون شخصاً واحداً! وفي هذا دفع قسري للإسراف، وهو ما يجب أن تلتفت إليه أمانات المدن ووزارة التجارة.
قد يبدو هذا الموضوع صغيراً في نظر البعض، ربما يلتفتون إلى أنبوب ضخم مسكور تأخرت شركة المياه في إصلاحه كعنوان للهدر الكبير، لكننا هنا نبدأ بأنفسنا، وحينما تتعود مثل هذه العادة الحسنة سترى أنها تنتشر في من حولك.
جانب آخر يكثر الحديث عنه، خطر البلاستيك على البيئة وقوارير المياه الفارغة ونصف الفارغة، هي الأكثر استهلاكاً ومصيرها إلى الحاويات أو الطرقات، ومع أن مثل هذه المشكلة لها حلول مجربة وسبقت فيها دول ومجتمعات، فإنك لا ترى جهة واحدة عامة أو خاصة اعتمدت آلة خاصة لإتلاف هذه العلب أو حفظها لمن يستطيع تدويرها، في بلاد أخرى تجد مثل هذه الآلات في المستشفيات والأماكن العامة، وقد تحصل على مبلغ صغير إذا ما وضعت عدداً منها في تلك الآلة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط