عيد الإصرار

كل عام وأنتم بخير، والعيد مبارك علينا جميعاً، عيد من التماسك والإصرار. وأخص بالمعايدة رجال القوات المسلحة من الجيش والحرس الوطني ورجال الأمن بمختلف قطاعاته، فهؤلاء الرجال يقفون صفاً واحداً على أكثر من جبهة على الحدود وفي الداخل عند كل نقطة تفتيش ورصد ومتابعة، بإخلاص وتفانٍ يرفعان الرأس باعثين على الفخر وحاضّين على المؤازرة.
وتفجيرات الإرهابيين في كل من المدينة المنورة وجدة والقطيف من جرائم مرتزقة المجندين عن علم أو عن جهل، لا تختلف من حيث الأهداف الكبرى عن حروب أحزاب إيران التي أعلنت استهدافها السعودية والحرمين الشريفين غير مرة بالصوت والصورة، وقبلها كان لحسن نصرالله الوكيل الرسمي للخمينية في المنطقة العربية أن أعلن تهديداته، لقد بشّر العميل «بالتكفيرية» منذ أن تدخّل في سورية، ولحقته في التهديدات المباشرة عصابات تحت ما يسمى «الحشد الشعبي» الطائفي في العراق، وهم في جيئة وذهاب مستمرين لتلقّي التعليمات من طهران.
ولا يمكن الفصل بين «داعش» والخمينية التي انطلقت خارج إيران عابرة الحدود منذ تأسيس «حزب الله» في لبنان، لتتفرع عنه أحزاب وليدة يجمعها هدف خدمة توسّع الخمينية على حساب الدول العربية شعوباً ودولاً.
إن هذه الحرب طويلة، وقد استعد لها الأعداء منذ عقود على مستويين، الأول بالتجنيد والشحن الطائفي داخل الطائفة نفسها، والمستوى الآخر باحتضان قادة تنظيم «القاعدة» الإرهابي لينتج منه «داعش» الإرهابي، فهذا الأخير كما سابقه هدفه زعزعة استقرار «الدولة» العربية، لأن الدولة المنظومة هي الحصن الحصين الذي يتصدى لموجة الهيمنة، ومع إعلان ميداني عن تحالف إيراني مع السياسة الأميركية يمكن فهم منطلقات الهجمة وأهدافها. السياسة الأميركية تستخدم طائفية وهوس إيران وأحزابها للانتقام من هجمات 11 سبتمبر، بجريرة عدد قليل قام بهجمات غامضة تستهدف أمة كاملة، و «داعش» ليس إلا جندياً مرتزقاً لتحقيق ذلك. لقد جعلت واشنطن من السُّنة العرب العدو لها، وكلفت إيران بالمهمة، وطهران تستخدم كل الشعارات الجاذبة للحمقى والمغفلين.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.