ضحكت كما لم أضحك منذ زمن وأنا أقرأ مقالا للدكتورمحمد ال عبد اللطيف في العزيزة مجلة اليمامة، الدكتور كتب مقالا نقديا ضافيا علي حلقتين عن رواية >الحزام< لأحمد أبي دهمان، سبب الضحك أضحك الله سني وسنكم، ، أن أحدهم سأل ال عبد اللطيف قائلا: هل قرأت رواية “الحزام التي نشرتها قاليمار” ؟، معتقدا أن هذا ـ كله ـ هو عنوانها، والناقد يريد أن يصور الوضع الأحتفالي المثير للدهشة والغرابة الذي حظيت به الرواية من كتاب وكاتبات وصحفيين لم يقرؤها، وهو حال كثير من المتعاطين للثقافة والاعلام لدينا مع كل وافد من الخارج ·
يفصفص لنا الناقد الرواية فيكشف لنا خبايا لأننا لم نقرأها ، ولم نكتب عنها ولله الحمد، مثل من مدحها من كتاب لم يقرؤها هم أيضا، والكتاب في الصحافة أنواع بعض متورط في زاوية وينتهز أية بارقة ليكون أول من كتب متغافلا عن جوهر الموضوع ،والأولوية مسألة في غاية الأهمية !، بعض آخر >مع الخيل ياشقراء< خصوصا في موضوع يصنف ثقافيا وحتى يقال أنه مثقف ، وهي صفة ، للأسف ،تأطرت بإطارتهريجي وإستعراضي أفقدها معناها· يوضح لنا د ـ ال عبد اللطيف أن الرواية صدرت ضمن سلسلة > الطفولة المتأخرة< عن الدار الفرنسية وهي سلسلة يكتب فيها كتاب من مختلف أنحاءالعالم ، بعضهم عرب،عن طفولتهم و>الحزام< هي الكتاب السادس والثلاثون من السلسلة ، والناقد يريد القول أن ابو دهمان ليس وحدة وهذا في تصوري لا يقلل من قيمة الراوية بشكل كبير مثلما يقلل منه ما سيأتي· يترجم لنا الناقد مقدمة مؤلف الحزام، أختار لكم منها مقاطع لطولها وصغر حجم الزاوية ولاننسي أنه يخاطب الفرنسيين:
( أتاحت لي باريس أن أكون إنسانا كاملا يحمل المعنى الحقيقي للحداثة، بينما القبيلة تعتبرني وحتى الأن كخلية صغيرة في جسدها الكبير ، خلية سوداء في عيون بعض أفراد القبيلة لأنني تزوجت أجنبية،وهي هنا فرنسية·وأنا اتفهمهم وأكتب من أجل أن أقول لهم بأن هناك آخرين يفهمونني، ويفهموننا أكثر من فهمنا لأنفسنا<· هذا الجزء من المقدمه من وجة نظري أشبه بخطاب أو >معروض< يطلب فيه الكاتب من الفرنسيين قبوله كواحدمنهم ليس فقط لانه مبهور بتحوله لإنسان كامل بسبب باريس بل أيضا لانه متزوج من فرنسية وهنا دغدغة واضحة! لإستحلاب عواطفهم· الناقد أورد المقدمة كاملة حتى لايتهم بالانتقاء العشوائي ، أقرؤا معي هذا الجزء من المقدمة التي إستهلها الكاتب بالاشارة الي أصله القبلي وكيف كان حافيا حتى أن أخصائية علاج القدم عندما عرض نفسه عليها أول مرة قضت ساعات لإقتلاع اللحاءالمتيبس والشوك من قدمه،لاتنسوا أنه يخاطب الفرنسيين :
( ولكنني الأن بينكم في باريس وفي فجر عام 2000 ، يالها من مغامرة لشخص مثلي لايعرف حتى تاريخ ولادتة!، ولا شك أنكم لن تستطيعوا التعرف علي لأني أحاول جاهدا أكون مثلكم)·
يا الله إلي هذه الدرجه·
ولكون المساحة في هذه الزاوية وصلت
الي حدها أستكمل بعون الواحدالأحد الاسبوع المقبل·
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط