ما الذي يدفع شركة تنتج الشوكولاته ولها اسم قديم في السوق إلى نهج تسويقي متردٍّ جمع بين الغثاء والسفاهة، فتضع على منتجاتها كلمات تجمع بين السلبية والتفاهة بخط عريض مع عبارة بخط أصغر تقول: «أنت مين وأنت جوعان».
شركة «مارس جي سي سي» في دبي بالإمارات العربية المتحدة تنتج شوكولاته «سنكرز» وضعت عبارات مثل «تعبان» «مكشر» وهذه من أهونها، وإلا فالقائمة حافلة بكلمات سلبية تحشر في الأدمغة مع حشر الشوكلاته بالفم.
هل وقعت الشركة في فخ وكالة إعلانية تسقط كل خواء مفكريها وتردي ذائقتهم على مجتمع هو سوق من أهم أسواق منتجاتها؟ هذا الاستنتاج إذا أحسنا الظن، أما إذا أخذناه بمنحى آخر، فإن وراء الاتجاه استهدافاً ماكراً لا يريد خيراً بزبائنه ولا بمجتمعهم، بل يمكن عند فصفصة بعض العبارات تلمس إيحاءات أخرى. كل منتج لا يقبل أصحابه ولا مسوقوه ربطه بكلمات سلبية بأي طريقة كانت، ولو نشر أحدهم كلمة ضده لتمترس صانعوه وراء الحفاظ على حقوقه القانونية وطالبوا بالاعتذار كحد أدنى. فكيف نقبل أن تضخ هذه الشركة سلبيات إدارتها إلى عقول مستهلكي منتجاتها في بلادنا، والمستهدف هنا هم الشباب والأطفال، وإذا كنا نقف أمام تردي بعض هواة الستانداب كوميدي واجتهاداتهم الخاطئة، فلا يمكن قبول مثل ذلك من شركات ضخمة تصدر منتجاتها بملايين الريالات لتنخر الذوق العام، وتتحول إلى سوسة اجتماعية تسهم في تكريس سلبيات بين شبابنا وأطفالنا.
الشركة مطالبة بالاعتذار وهو وحده غير كاف بل يجب أن تعلن الاستغناء عن من اقترح عليها هذا الغثاء التسويقي، إن سوق الإعلان والتسويق بحاجة إلى تنظيف من المتردية والنطيحة، وعند ظهور مثل هذا الغثاء على منتج يباع فهو من مسؤوليات وزارة التجارة، وإذا كان مبثوثاً فهو من مسؤوليات وزارة الإعلام. إن التهاون في حماية الذوق العام خطره كبير لا يخفى على عاقل.
هل تريد كمية وافرة من الدهون المشبعة عليك بشوكولاته «سنكرز».
وإذا أردت أن يتحول ابنك إلى «مشكلجي» و«فاصل» و«مهوي» قدم له شوكولاته «سنكرز».