أقامت هيئة الترفيه ورشة بعنوان «معاً نبني قطاع الترفيه»، وذكرت صحيفة «المدينة» أنه تم منع وسائل الإعلام من حضور الورشة، وفي خبر لصحف أخرى نقلت عن رئيس الهيئة أحمد الخطيب قوله «إن دور الهيئة يتمثل في تهيئة الظروف المناسبة، التي تسمح للقطاع الخاص بالعمل في صناعة الترفيه، بما يضمن تحقيق عوائد اقتصادية تخدم الوطن وتحقق رؤية 2030»، وأضاف، بحسب صحيفة «الرياض»، أن الهيئة تبني خططها المستقبلية بمشاركة المجتمع «وليس من أبراج عاجية»، «داعياً الحضور لتقديم أفكارهم ومقترحاتهم». انتهى.
ولا شك في أن الحضور ممن دعتهم الهيئة، وهم بحسب المنشور «أكثر من 130 مستثمراً ومهتماً بصناعة الترفيه»، لا يمثلون كل المجتمع، وهذا يتناقض مع قول رئيس الهيئة عن الأبراج العاجية، صحيح يمكن وصفها بالأبراج الاقتصادية الترفيهية والمرفه بعضها، لكنها تبقى أبراجاً عاجية بعيدة عن القاعدة العريضة من المجتمع.
إن وسائل الإعلام هي الوسيلة الوحيدة التي تتيح للمجتمع والرأي العام معرفة ما يخطط له أو يفكر فيه، وإذا كان هدف «مشاركة المجتمع» حقيقياً، فإن منع الإعلام يقف عقبة أمام هذه المشاركة، ومع احترامي للمستثمرين والمهتمين الذين حضروا، إلا أنهم سيفكِّرون في اتجاه واحد ربما يفيد في تحقيق الجانب الاقتصادي التمويلي و«الربحي» لهم، من دون النظر إلى تبعات أخرى.
أرجو أن لا يكون رئيس الهيئة الأستاذ أحمد الخطيب في تعامله مع وسائل الإعلام أصبح أسيراً لحادثة المقطع الشهير الذي بث أيام كان وزيراً للصحة، صحيح أن لوسائل الإعلام أخطاءها، ولبعض محرريها ومراسليها أخطاء أحياناً لا تغتفر، إلا أن هذه الأخطاء أو النقل غير الدقيق بما يخرجه عن سياقه أو يضخمه لا يمكن جعله قاعدة للتعامل مع وسائل الإعلام، فهذا لن يتيح المشاركة المجتمعية المستهدفة كما ذكر. ويفترض أن تلك الحادثة وغيرها مما ظهر من مسؤولين وطارت به ركبان وسائل التواصل هي تجارب أستفيد منها في كيفية التعامل مع وسائل الإعلام.
ما يطرح في ورش العمل المفتوحة ليس أسراراً أمنية أو خططاً سرية خاصة، وأجنداتها تعني الجميع وتؤثر فيهم وتتأثر بهم. أما صناعة الترفيه فهي كانت ولا تزال محتكرة من عدد محدود من رجال الأعمال حصلوا على امتيازات لم تُتَح لغيرهم، أدناها أراضٍ في مواقع مميزة بأسعار رمزية، وخلال سنوات طويلة كان كل مستثمر صغير يدخل لقطاع الترفيه يقع فريسة لتعدد جهات الرقابة وغموض تضاريس «القطاع»، ليخرج سريعاً من السوق بعد تحقيقه خسارة فادحة.