تأخرت إدارة المرور في الإعلان أنها ستخالف مشاهير السناب إذا صوَّروا أثناء القيادة، معلوم أن التركيز على القيادة سينخفض لصالح الكاميرا، تأخّر المرور، لأن الظاهرة استفحلت إلى درجة أصبح من الصعب مواجهتها، لكن في ما يبدو لي أن المرور تشجع لأن «الإثبات» عند نشر المقطع جاهز لا يحتاج من رجال المرور إلا رصداً افتراضياً عن بعد، وإلا فإن استخدام الجوال أثناء القيادة فاق كل الحدود من الاتصال الاضطراري إلى الدردشة على «الواتساب»، من دون مراعاة السائق لما يحدث حوله.
والظاهرة تشبه ظاهرة التفحيط، التي أهمل الحد منها منذ بداياتها قبل سنوات طويلة، إذ بدأت في ساحات ترابية خارج المدن تبعد عنها كيلومترات، ثم اقتربت مستخدمة طرقاً مسفلتة على أطراف المدينة، لتدخل إلى وسط الأحياء وتتركز في الشوارع والساحات القريبة من المدارس.
وأخيراً نشر مقطع فيديو لسائقين متهورين يفحطون و«يجدعون» بسياراتهم، في جزء من الطريق الدائري الغربي «كما ذكر في التصوير»، وهو طريق مكتظ وسط سيارات سرعاتها تصل إلى 100 كيلومتر في الساعة، مواصفات هذه السيارات ظاهرة في المقطع المنتشر، وننتظر من المرور أن يوقف «سائقيها»، مع عقاب يتناسب مع هذا الاستهتار، أيضاً وجود تجمهر في موقع مثل هذا يشير إلى أنه «محطة» تفحيط متفق عليها بين ممارسي هذه الظاهرة المرعبة.
لم يكن هذا «النجاح» لظاهرة التفحيط أن يستمر في النمو وجذب مزيد من المراهقين لها لولا أن إدارة المرور تعيش في حالة لا أعلم كيف يمكن وصفها.
إن قيادة السيارة بحد ذاتها فيها خطورة في الأحوال العادية، فكيف بقيادتها ما بين سيارة تضع لافتة «السائق تحت التدريب»، وأخرى يستعرض سائقها مهاراته في التفحيط أو التجاوز بسرعة مجنونة، من دون اهتمام بحالة سيارات أمامه أو بجانبه، مهمة المرور لا تنحصر في تنظيم الحركة «كلما أمكن ذلك»، وفي مواقع محددة فقط، بل تتجاوز المهمة ذلك إلى ضمان سلامة السائقين من تهوّر الآخرين.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط