ولع الاستهلاك

توارى المثل الشعبي الذي يقول: «الرخيص مخيس» عن الأذهان مع التخفيضات، مع أن السعر المرتفع لا يعني جودة البضاعة، فاستغلال الهوس الاستهلاكي يتم بطرق مختلفة، فذوو الدخول المنخفضة لهم أساليب معينة مثلما حدث في مشادات النساء على ملابس بـ 5 ريالات، ولذوي الدخول المرتفعة عنصر الندرة و«التميز» مثل استقطاب الكفاءات المميزة في الجهاز الحكومي.
والآلة الإعلانية للمتاجر تقوم بتجميل التخفيضات في عيون المستهلك حتى ولو كانت سلعاً رخيصة ويمكن أحياناً لإضفاء عنصر الثقة حشر بعض السلع «البراقة» داخل العروض.
وبعض المتاجر تتخلص من مخزون سلع بعد نهاية موسمها إذا ما رأت الإدارة أن كلفة الخزن والعرض مع عدم رواج السلع مكلف وأن أي دخل يأتي منها أفضل من بقائها، خصوصاً السلع المتربطة بالفصول والموديلات.
والحمد لله أن «تماعط» الملابس الذي ظهر في مقطع مصور مثير، لنساء بعبايات «متسترات» في متجر شهير لم يتحول إلى معط شوش ولكمات، وسبق حدوث مثل هذه المشاهد قبل سنوات، وحصلت بسببها وفيات وإصابات عند افتتاح متاجر مع توفير كوبات مجانية بمبلغ وقدره.
والتاجر هنا لا يعنيه ما يحدث لا من إصابات ولا من سوء المنظر وتردي السلوك، لذلك أقترح على وزارة التجارة ضبط هذه الممارسات التجارية بتقنينها، وما دام أن وسائل التواصل الاجتماعي مع وجود مواقع تفاعلية بين التجار والمستهلكين أصبحت سهلة ومتيسرة، فالمقترح أن يربط أي خفض يقدم عروضاً محددة لعدد محدود من المتسوقين، إما بكوبون أو غيره بالحجز المسبق، أو أي تنظيم يكفل عدم وقوع هذه المناظر المؤذية، وحتى لا تتحول إلى سلوك يستشري في المجتمع. هذه فكرة خاضعة للدرس والتطوير والهدف الارتقاء بسلوكيات أفراد مؤكد أنهم لا يمثلون كل المجتمع، إلا أنهم قد يؤثرون في بقية فئاته بشكل أو بآخر.
انتشرت صور لأميرة من الأسرة المالكة البريطانية ارتدت الملابس نفسها في أكثر من مناسبة، ولم يقلل هذا من قيمتها، وهي دليل ثقة بالشخصية، لكن هذه النماذج في ما يبدو لا تؤثر في المهووسات بالموضات أو المصابات بمرض الشراء، فالنفس عندهم أمارة بالتسوق، وهي نفس جائعة لا تشبع.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.