سياسة السعودية ثابتة، فطوال تاريخها لم تتخذ الدولة السعودية موقفاً من شعب مهما كان الصراع أو الخلاف مع نظام يحكمه، وهي السياسة التي حرص الملك سلمان بن عبدالعزيز على تأكيدها في خطابه بقمة الرياض التاريخية، فمن قمة قادة الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة الأميركية قال الملك سلمان في رسالة للشعب الإيراني: «لا نأخذ الشعب الإيراني بجرائم نظامه».
ولم تتخذ السعودية موقفاً من شيعة لبنان على رغم أن «حزب الله» في لبنان يعتمد عليهم كمخزون بشري يجند من استطاع منهم لتحقيق أهداف نظام الملالي في طهران في سورية والعراق واليمن، ومع أنه لم تظهر منهم إلا فئة قليلة جداً ترفض مواقف هذا الحزب المسخر لخامنئي ونظامه. وكذلك لم تتخذ السعودية موقفاً من العلويين السوريين، وهي واحة فسيحة لليمنيين وغيرهم استقراراً وسعياً لطلب الرزق، فالسعودية تفرق بين الأنظمة الحاكمة والأحزاب الإرهابية التي اختطفت شعوباً بعباءة الطائفية، وسخرتها تجنيداً لتحقيق أهدافها، وبين الشعوب الضحية.
وصورة المواطن الإيراني قبل ثورة الخميني وبعدها اختلفت جذرياً في السعودية وفي العالم العربي، في مواسم الحج والعمرة كان المثل يضرب بالمواطن الإيراني أخلاقاً وحسن تعامل، وانقلبت هذه الصورة رأساً على عقب بعد تمكن الخميني ونظامه من السلطة في طهران، ليتم استغلال المواطن الإيراني غطاء للمجندين من الحرس الثوري لبث الفوضى والتخريب، والجرائم التي ارتكبت في مكة المكرمة والمدينة المنورة خير شاهد.
هذا الموقف الثابت الحكيم والمتحضر يجب أن يصل للشعوب، فلا تغسل أدمغتها أبواق مرتزقة الإعلام، وهم سواء كانوا سياسيين أو إعلاميين في مقدم المجندين للنظام الخميني وتفرعاته المسخرة بثياب وشعارات عربية. ومثل هذا الموقف الثابت لا تجده في كثير من الدول.
رسالة الملك سلمان للشعب الإيراني هي رسالة السعوديين والعرب ورسالة الإسلام الصادقة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط