ثلاث قمم سياسية تاريخية في الرياض 2017، بحضور حشد ضخم من زعماء الدول العربية والإسلامية. الخليج والعرب والعالم الإسلامي في قمة مع أميركا، ينتظر أن تغير المشهد السعودي والعربي والإسلامي عالمياً، صورة الإسلام والمسلمين، إذا ما أحسن استثمارها وتعزيز نتائجها الإيجابية. هذا على المستوى الإقليمي والدولي السياسي.
أما في الداخل السعودي، فمع السياسة كان الاقتصاد حاضراً بقوة في قمة الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس دونالد ترامب، ليتوج بـ «الرؤية الاستراتيجية المشتركة بين السعودية وأميركا» 280 بليون دولار في اتفاقات اقتصادية ضخمة، كل اتفاق منها يستحق تسليط الضوء عليه بشكل خاص.
المهمة أو التحدي الكبير في تعظيم الفوائد من هذا الزخم السياسي الاقتصادي المكثف الذي لا يتكرر بسهولة، ليصب في مصلحة الوطن والمواطن، لتوفير الحلول للمعوقات التي تعاني منها مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية، وتجاوز ذلك إلى آفاق تنموية أرحب وأكثر تطوراً. وإذا كان النجاح مشهوداً وحاضراً في الحشد والتنظيم لكل هذه القمم، وعدد الوفود بهذه السرعة استثماراً لزيارة رئيس أميركا، فإن المهمة الكبرى هي حصد أكبر قدر من النتائج الإيجابية الاقتصادية.
هذه هي مهمة الفريق الذي يتولى إدارة الاقتصاد السعودي، فالفرصة تاريخية لترجمة كل هذه الاتفاقات إلى واقع ملموس بنتائج على الأرض يشعر بها المواطن. إن الولايات المتحدة اقتصادياً تعني التطور في الإدارة والتقنية والمعرفة ومجال الأعمال والتشجيع على توفير الفرص، ولم تكن السعودية منغلقة على نفسها في السابق، لكن التعاون وتبادل المصالح مع واشنطن في جانبه الاقتصادي لم يكن منظماً في إطارات محددة الأهداف. الآن اختلف الوضع عن السابق، إذ يمكن القول إننا أمام انفتاح أكبر وأكثر شمولية على عالم أميركا الاقتصادي، شركات ونظماً وأساليب إدارة وتقنية، وهي فرص يفترض أننا جاهزون لحصد إيجابياتها، فلم يعد هناك عذر لفريقنا الاقتصادي لتجاوز عقبات ومعوقات طال انتظار الخروج منها.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط