شباب البومب

تحتاج المشاهد السيئة في مسلسلات، وكذلك في مضامين برامج، إلى أكثر من تحذير من وزارة الثقافة والإعلام، وفي الأخبار أن وزير الإعلام حذر قناة «روتانا» وطلب منها حذف المشاهد السيئة من مسلسل يبث بعد إفطار رمضان باسم «شباب البومب»، وطاقم العمل سعودي تأليفا وتمثيلاً!، والمسلسل يبث منذ بداية الشهر، والمعنى أن التحذير تأخر!
والإشكال متداخل؛ فالمسلسل يواصل «تقريباً» ما قامت به مسلسلات قبله في ما يتعلق بالمضمون، وفريق العمل من الهواة الذين يبحثون عن الإثارة التي أصبحت – وللأسف – مرادفة للنجاح عند البعض، ولا يعني هذا القبول بالأخطاء منهم أو من غيرهم. وقد يشير أحد المشاهدين إلى خروق من هذا النوع أكبر أو أصغر في مسلسلات أو برامج تعرض على القنوات الرسمية، ويومئ آخر إلى أن فضاء الإعلام مفتوح، بمعنى أن الرقابة لم تعد مجدية، وفي هذه الجزئية فإن الأمر بيد المشاهد، الذي يستطيع الانتقال إلى مادة تناسبه.
وفي واقع الأمر أننا نحصد نتائج «فَلَتان» إعلامي جاء به الانفتاح الفضائي، مع هوس التنافس لجذب المشاهد، يضاف إلى هذا سد ساعات البث الطويلة… بالمتاح والأسهل. في الكفة الأخرى رافق الانفتاح الفضائي ضعف وضمور منتجات القنوات الرسمية، سواء من المسلسلات أم البرامج، حتى تركها الناس إلى غيرها، حدث هذا في فترة طويلة تأسست خلالها في أذهان المشاهدين صور وانطباعات يصعب تغييرها.
ولا أتوقع أن يصحح هذا الوضع مواثيق إعلامية أخلاقية حتى ولو وقعت عليها قنوات في الداخل والخارج وتعهدت العمل بها، والحل هو إيجاد البديل الرصين، الذي يجمع بين متانة ونظافة المضمون المفيد، مع القدرة على جذب المشاهدين… هل هي مسألة صعبة؟ نعم، لكنها ممكنة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.