صورة جوية للرياض تخبرك عن انحسار الرقعة الخضراء، إلى درجة أنك لا ترى شجرة إلا بمنقاش! تعطيك مثل هذه الصورة نظر شمولية.
وهناك حماس شعبي للتشجير يشتد في الصيف، لأن الشمس اللاهبة تذكِّر بقيمة الظل والرطوبة وخفض نسبة الغبار والتخفيف من التلوث، مقابل هذا الحماس الشعبي «في تويتر على الأقل»، هناك فتور رسمي و… وعناد! في الافتراضي وفي الواقعي، اللهم إلا من مشروع وزارة البيئة والزراعة للتشجير خارج المدن والمحافظات، الذي وضع رقماً بالملايين، وهو حتى الآن من المشاريع الإعلامية إلى أن يثبت العكس!
أما العناد فيأتي من وزارة البلديات والأمانات، فالتعامل مع الشجرة التي صرف عليها الكثير من أموال وجهد ومياه يمكن بكل سهولة اقتلاعها، فلا حصانة للأشجار في بلاد الصحراء، والغريب أن الناس ينزعجون من الاحتطاب الجائر في البراري والقفار، ولا يرون أنه شائع في داخل المدن بفعل تحت غطاء رسمي.
والسبب في توقعي أن التشجير في عرف البلديات والأمانات وكثير من الأجهزة الحكومية هو لأغراض الزينة، فهو يشبه باقات الورود التي توضع في الاجتماعات وافتتاحات المشاريع، ثم ترمى أو تهمل أو يتقاسمها بعض الربع.
والحرص على الزينة المؤقتة سببه ترسخ ثقافة الشكل المسيطرة، وتدخل إلى هذه الدائرة فوائد القطع وإعادة التشجير و«هندسة» المكان التي تعود على المقاولين، وهي من إعادة تغيير الشكل.
أيضاً هناك محاولات «افتراضية» لإطلاق مبادرات، والمشكلة أن من السهل إطلاق مبادرة، لكن الصعوبة تكمن في استدامتها، زراعة شجرة أمر سهل، لكن الصعوبة في استمرار العناية بها، وإشاعة احترامها في الوسط الذي زرعت فيه، ومن شوائب المبادرات هوس الأضواء الذي قد يصاب به بعض من يتولاها، بالعودة إلى سنوات مضت نتذكر كثيراً من المبادرات التي لم تمكث في الأرض منها فائدة معتبرة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط