دروس من العراق

اختراق مهم في العلاقات العربية – العراقية قامت به السعودية وحضّرت له على مدى سنوات وسط إرهاب إيراني داخل بلاد الرافدين.؟ وللتذكير بهذا يمكن العودة إلى التعامل الذي قوبل به تعيين السفير السعودي السابق ثامر السبهان وزير الدولة الحالي. كان حفراً في الصخر توّج أخيراً بإعلان المجلس التنسيقي بين البلدين مع وفود تجارية وبحث فرص استثمارية وتعاون. والمؤشرات تدعو إلى التفاؤل الحذر، والحذر مرده الى واقع الحكم في العراق وتغلل إيران في قراره السياسي والعسكري، فالطبقة السياسية في العراق ملوثة بعناصر ولاؤها لإيران اكثر من العراق نفسه، كما أن في التشكيلات الميليشيوية المسلحة من يأتمر بأوامر المرشد ويعلن ذلك جهاراً نهاراً بأصوات زعمائها، والعداء معلن من هؤلاء للسعودية وللمحيط العربي، كما ان الطائفية في الخطاب والعمل المسلح الميداني لا تحتاج إلى أدلة.
لم يكن لدى الدولة السعودية مشكلة مع العراق إلا بسبب طموحات ساسته من صدام إلى نوري المالكي، فالأول دكتاتور أصابه عمى الغرور والثاني حاول وما زال يحاول ان يكون دكتاتوراً عميلاً مجنداً نفسه لخدم المرشد الإيراني على حساب مصالح العراقيين وجيرانهم.
ولا بد أن يؤخذ في الحسبان ان إيران لم تسيطر على العراق لتخرج منه بسهولة أو تخسر مكاسب حققتها على مدى السنوات الماضية ومنذ الغزو الأميركي البريطاني، ونَفَسُها السياسي الطويل وغرسُها عملاء طائفيين في مفاصل الدولة العراقية الحالية في السياسة والاقتصاد إضافة إلى الميليشيات الطائفية المسلحة التي تناصب العداء للعرب والسنة، تحتم ضرورة الفرز والتأني عند التعامل.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.