لا صوت للغرف التجارية

الرهان على القطاع الخاص يستلزم معرفة حقيقة واقعه، وهذه الأيام لا تلتقي برجل أعمال وتسأله عن أوضاع السوق إلا ويشتكي، أما صغارهم فأصواتهم مرتفعة منذ زمن، وتضررهم منذ أيام الاستثمار في الحمص والفلافل معروف.
وفي السابق، كان للغرف التجارية ومجلس يضمها جميعها صوت مرتفع وحضور قوي في وسائل الإعلام ودهاليز الإدارات الحكومية، وليس سراً أنه كان صوتاً وحضوراً مؤثرين لهما هدف وحيد، وهو الحفاظ أو تعظيم مصالح رجال الأعمال ولا بأس في هذا، فلهذا السبب أنشئت،
لكن الغرف التجارية لم تكن تهتم بالمنشآت المتوسطة والصغيرة إلا في جباية الرسوم وفترات الانتخابات.
ومع التحوّل الاقتصادي الكبير الذي نعيشه، خفت صوت الغرف التجارية إلى درجة مستغربة، على رغم أن هذا هو الوقت الذي يجب أن يكون حضورها فيه كبيراً وفاعلاً، ليس في المطالبات كما عودنا رجال الأعمال، بل في شرح وتوضيح الواقع، والبحث عن سبل إرشاد مشتركيها من رجال الأعمال إلى الحلول وتوقعات المستقبل، أيضاً نقل واقع أحوال السوق إلى أصحاب القرار.
هذا التحوّل الاقتصادي الكبير كشف عن حقيقة أولويات الغرف التجارية، وأن مصالح كبار رجال الأعمال فيها هي المتسيِّدة دون غيرها، فإذا صمتوا صمتت، وإذا نطقوا ارتفع صوتها، على رغم أن الضغوط على المنشآت الصغيرة – وهي داعم مهم للغرف بدفع الرسوم وجزء مهم من الاقتصاد – ضغوط أكبر، وخروجها من السوق وتلاشي بعضها أكثر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.